للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

احتقاراً له، و [لكن هذا العبد المحتقر من الناس] لو حلف على وقوع شيء؛ أوقعه الله إكراماً له بإجابة سؤاله، وصيانتِه من الحنث في يمينه، وهذا لعِظَم منزلته عند الله تعالى، وإن كان حقيراً عند الناس" (١).

وقد فقه أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا الهدي النبوي، وأقاموه منهجاً في حياتهم، فقدموا في سائر أمورهم من تقدمهم بالعمل الصالح، ولو كان فقيراً أو عبداً أو مولى، ومن ذلك أنه: (لما قدم المهاجرون الأولون العُصبَة [موضعٌ بقباء] قبل مقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ كان يؤمهم سالمُ مولى أبي حذيفة، وكان أكثرهم قرآناً) (٢)، فلم يمنعه تأخر نسبه عن تقدم أشراف العرب وإمامتهم في أعظم فرائض الإسلام.

وبعد هجرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - قدّم النبيُّ سالماً على سائر الصحابة بما معه من القرآن، فكان يؤم المهاجرين الأولين في مسجد قباء، وفيهم أبو بكر وعمر وأبو سلمة وزيد وعامر بن ربيعة (٣).


(١) شرح النووي على صحيح مسلم (١٦/ ١٧٥).
(٢) أخرجه البخاري ح (٧٥٦٣).
(٣) انظره في صحيح البخاري ح (٧١٧٥).

<<  <   >  >>