للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونبينا - صلى الله عليه وسلم - كان أكثرَ الناس نفعاً للآخرين وأشدَهم حرصاً على قضاء الحوائج، فقد قيل لعائشة رضي الله عنها: هل كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي وهو قاعد؟ قالت: (نعم، بعد ما حطمه الناس) أي أتعبوه بكثرة حوائجهم التي يقضيها لهم - صلى الله عليه وسلم - (١).

وتصفه أم المؤمنين خديجة في أول بعثته، فتقول: «والله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكَلَّ، وتُكسِب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق» (٢).

وهكذا كان - صلى الله عليه وسلم - نفاعاً للناس حتى حطمه الناس بقضاء حوائجهم، وكيف لا يكون كذلك، وهو - صلى الله عليه وسلم - القائل: «أحب الناس إلى الله عز وجل أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهراً (في مسجده بالمدينة المنورة) .. ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له ثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام» (٣).


(١) أخرجه مسلم ح (٧٣٢).
(٢) أخرجه البخاري ح (٤)، ومسلم ح (١٦٠).
(٣) أخرجه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج، وحسّن الألباني إسناده في السلسلة الصحيحة ح (٩٠٦).

<<  <   >  >>