للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقوله: {وَأَسِيراً} يقصد به الأسير الكافر ولاريب، فالآية توصي بإطعامه الطعام على حبه، قال ابن عباس: "كان أُسراؤهم يومئذ مشركين".

وعقَّب ابن كثير بالقول: "يشهد لهذا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر أصحابه يوم بدر أن يكرموا الأُسارى، فكانوا يقدمونهم على أنفسهم عند الغداء" (١).

بل ويبذل المعروف للحيوان أيضاً، فكل ذلك صدقة، يقول - صلى الله عليه وسلم -: «ما من مسلم يغرِس غرساً إلا كان ما أُكِل منه له صدقة، وما سُرق منه له صدقة، وما أَكل السبُع منه فهو له صدقة، وما أكلت الطيرُ فهو له صدقة، ولا يرزؤه أحدٌ [أي يسأله] إلا كان له صدقة» (٢).

وقد صنع النبي - صلى الله عليه وسلم - المعروف للحيوان، ولم يمنعه عن ذلك كثرة أعبائه ومشاغله، فقد دخل حائطاً لرجل من الأنصار فإذا جمل، فلما رأى النبيَ - صلى الله عليه وسلم - حنّ وذرفت عيناه، فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - فمسح ذِفراه فسكت فقال: «من ربُ هذا الجمل؟ لمن هذا الجمل؟» فجاء فتى من الأنصار فقال: لي يا رسول الله


(١) تفسير القرآن العظيم (٤/ ٥٨٤).
(٢) أخرجه مسلم ح (١٥٥٢).

<<  <   >  >>