للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصدقة) (١)، وتفسيره كما يقول ابن عبد البر: "رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان لا يأكل الصدقة وكان يأكل الهدية، لما في الهدية من تآلف القلوب والدعاء إلى المحبة والألفة، وجائز عليها الثواب، فترتفع المِنَّة، ولا يجوز ذلك في الصدقة، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبل الهدية ويثيب عليها خيراً منها، فترتفع المنة " (٢).

وقد ندب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى التهادي في القليل والكثير، وكان هو - صلى الله عليه وسلم - يقبل الهدية ولو كانت زهيدة، وكان يقول: «لو دعيت إلى ذراع أو كُراع لأجبت؛ ولو أهدي إلي ذراع أو كُراع لقبلت» (٣)، وفي هذا "حض منه لأمته على المهاداة، والصلةِ، والتأليفِ، والتَحابِ، وإنما أخبر أنه لا يحقِّر شيئاً مما يُهدى إليه أو يدعى إليه؛ لئلا يمتنع الباعث من المهاداة لاحتقار المُهدى، وإنما أشار بالكُراع وفِرسِن الشاة إلى المبالغة في قبول القليل من الهدية، لا إلى إعطاء الكراع والفِرسِن ومهاداته؛ لأن أحدًا لا يفعل ذلك" (٤).


(١) أخرجه أبو داود ح (٤٥١٢).
(٢) الاستذكار لابن عبد البر (٦/ ٧٠).
(٣) أخرجه البخاري ح (٢٥٦٨).
(٤) شرح ابن بطال (٧/ ٨٨).

<<  <   >  >>