للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة، وهو يقول: «غارت أمكم»، لينتهي الموقف بيسر ولطف.

لكن غيرة الزوجة صاحبة البيت لا تبرر الظلم الذي لحق بالثانية، لذا سارع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى رد الحق لصاحبته، فحبس النبي - صلى الله عليه وسلم - الخادم حتى أتي بصحفة من عند التي هو في بيتها، فدفع الصحفة الصحيحة إلى التي كُسرت صحفتها، وأمسك المكسورة في بيت التي كَسرت (١)، وفي رواية أنه قال: «طعام بطعام، وإناء بإناء» (٢)، فتغاير النساء لن يمنع العدل بينهن.

ويستخرج ابن حجر من هذه الحادثة جملة من الفوائد، ويهمنا هنا أن "فيه إشارة إلى عدم مؤاخذة الغيراء بما يصدر منها، لأنها في تلك الحالة يكون عقلُها محجوباً بشدة الغضب الذي أثارته الغيرة، وقد أخرج أبو يعلى بسند لا بأس به عن عائشة مرفوعاً: «أن الغيراء لا تبصر أسفل الوادي من أعلاه» (٣).

وهو - صلى الله عليه وسلم - لن يغتفر إساءة الواحدة منهن إلى الأخرى بسبب غيرتها، لما فيه من ظلم للأخرى وهتك لحرمتها، لذا لما


(١) أخرجه البخاري ح (٥٢٢٥).
(٢) أخرجه الترمذي ح (١٣٥٩).
(٣) فتح الباري (٩/ ٣٢٥)، والحديث أخرجه أبو يعلى في مسنده ح (٤٦٧٠).

<<  <   >  >>