للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي حديث آخر يعتبر - صلى الله عليه وسلم - التأخر في السداد مع القدرة عليه من الظلم المحرم، فيقول - صلى الله عليه وسلم -: «مطل الغني ظلم» (١)، وأما غير الواجد فليس بمأزور.

وإذا حان وقت السداد، ولم يجد المَدينُ ما يرد به دينه، فينبغي عليه أن يجتهدَ في الوفاء بالأجل الذي حدده للسداد، ولو أن يستدين من آخر ليرد للأول، وقد فعل ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - حين جاءه أعرابي يتقاضاه دَيناً كان عليه، فأرسل - صلى الله عليه وسلم - إلى خولة بنت قيس، فقال لها: «إن كان عندَك تمر فأقرضيْنا حتى يأتيَنا تمرُنا؛ فنقضيكِ»، فقالت: نعم بأبي أنت يا رسول الله. فأقرضَتْهُ، فقضى الأعرابيَ (٢).

ويحكي النبي - صلى الله عليه وسلم - قصة عجيبة في الحرص على قضاء الدين في أجله، يحكيها ليعلم أمته الحرص على سداد الدين والاجتهاد فيه، إنها قصة رجل من بني إسرائيل سأل بعضَ بني إسرائيل أن يُسلِفَه ألف دينار فقال: «ائتني بالشهداء أُشهِدُهم. فقال: كفى بالله شهيداً.


(١) أخرجه البخاري ح (٢٤٠٠)، ومسلم ح (١٥٦٤).
(٢) أخرجه ابن ماجه ح (٢٤٢٦).

<<  <   >  >>