الطفل لا يعرف عادة وقتاً للعب وآخرَ للجد، وهو يفترض أن كل الأوقات مخصصة له، لذا فالواجب على المربي، أباً كان أو أُماً، أن يراعي مشاعره وطفولته ولو في أوقات الجد، كحضرة الضيوف أو المشاغل المهمة أو حتى وقت العبادات الشرعية، وقد صنع ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال أبو قتادة:(خرج إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمامة بنت أبي العاص بنتُ ابنته على عنقِه، فقام في مصلاه، وقمنا خلفه، وهي في مكانها الذي هي فيه.
قال أبو قتادة: فكبر فكبرنا، حتى إذا أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يركع أخذها فوضعها، ثم ركع وسجد حتى إذا فرغ من سجوده، ثم قام أخذها، فردها في مكانها، فما زال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنع بها ذلك في كل ركعة حتى فرغ من صلاته - صلى الله عليه وسلم -) (١).
ولعلي أحاول مع القارئ الكريم تصور الحال لو حدث مثل هذا في بعض مساجدنا اليوم، فحمل الإمام طفله، أو دخل طفل بعض مساجدنا فجال بين الصفوف؛ فضلاً عن أن
(١) أخرجه أبو داود ح (٩٢٠)، وأصله في البخاري ح (٥١٦)، ومسلم ح (٥٤٣).