للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال: «لكم كذا وكذا»، فلم يرضوا فقال: «لكم كذا وكذا»، فرضوا

ثم صعد النبي - صلى الله عليه وسلم - المنبر، فأخبر الناس بخبر الليثيين، وأنهم لم يرضوا أول الأمر، فقام المهاجرون وهموا بهم سوءاً لولا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كفهم، ثم دعا الليثيين، فقال: «أرضيتم؟»، فقالوا: نعم (١).

وقد فقه الصحابة هذا المبدأ العظيم من العدل والإنصاف من النفس، فوقف عمر يخطب الناس زمن خلافته فقال: أيها الناس، إني ما أُرسل إليكم عمالاً ليضربوا أبشاركم، ولا ليأخذوا أموالكم، وإنما أرسلهم إليكم ليعلموكم دينكم وسنةَ نبيكم، فمن فُعل به شيء سوى ذلك فليرفعه إلي، فوالذي نفس عمر بيده لأقصنَّه منه.

فوثب عمرو بن العاص فقال: يا أمير المؤمنين، لو أن رجلاً أدب بعض رعيته أتقصه منه؟ قال: إي والذي نفسي بيده أقصه، وكيف لا أقصه وقد رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقصُّ من نفسه (٢).


(١) أخرجه أبو داود ح (٤٥٣٤)، وابن ماجه ح (٢٦٣٨)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود ح (٣٨٠١).
(٢) أخرجه أبو داود ح (٤٥٣٧)، وأحمد ح (٢٨٨)، وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود ح (٩٨٠).

<<  <   >  >>