للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فسقط السيف من يده، فأخذه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: من يمنعك مني؟ فما وجد الأعرابي إلا أن يقول مسترحماً: كن كخير آخذ.

فقال - صلى الله عليه وسلم -: «أتشهد أن لا إله إلا الله؟» قال: لا، ولكني أعاهدُك أن لا أقاتِلَكَ، ولا أكونَ مع قوم يقاتلونك، فخلى النبي - صلى الله عليه وسلم - سبيله، فذهب إلى أصحابه، فقال: قد جئتُكم من عندِ خير الناس (١).

قال ابن حجر: "كان بعد أن أخبر الصحابة بقصته، فمنَّ عليه لشدة رغبة النبي - صلى الله عليه وسلم - في استئلاف الكفار ليدخلوا في الإسلام، ولم يؤخذ بما صنع، بل عفا عنه" (٢).

وتخلق النبي - صلى الله عليه وسلم - بصفة العفو مذكور في الكتب التي تنبأت عنه - صلى الله عليه وسلم - قبل الإسلام، فقد روى البخاري من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال: (والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن .. ليس بفظ ولا غليظ، ولا سخاب في الأسواق، ولا يدفع بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء


(١) أخرجه أحمد في المسند ح (١٤٥١٢)، وأصل القصة في الصحيحين رواها البخاري ح (٤١٣٧)، ومسلم ح (٨٤٣).
(٢) فتح الباري (٧/ ٤٢٧).

<<  <   >  >>