للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومع حليمية كنت أتهيأ لأعمل مساعد مترجم في تبسة، دون أن نأخذ باعتبارنا بأن طلبينا سوف يبطل أحدهما مفعول الآخر.

ومع (قاواو) فكرنا بالسفر إلى فرنسا، بعد أن سبقنا إليها في السنة الماضية ثلاثة مدرسيين (شوات ترزي) و (ماريمش) و (أكتوف)، وقد نجحوا في المالتحاق بوظائف كتابية في مختلف المؤسسات التجارية في باريس.

إنه ذلك العصر الذي كانت فيه الغانيات الباريسيات يرددن هذه الأغنية: ((باريس شقراء)((باريس ملكة الكون)). وينبغي القول إن كثيراً من الشبان الجزائريين كانوا يتنهدون خلف تلك الشقراء، التي كان القناص (باهي) وصديقه (صدوق شتوكا) يرويان عنها أشياء تبرم رأس الشاب التبسي.

وأخيراً وبيني وبين نفسي كنت أتطلع إلى مشاريع أخرى، (تمبوكتو) أسرتني دائماً. آه حبذا أوستراليا، آه حبذا مزرعة غنم وبقر قرب (الخروب)، بل حتى مخزن في قرية (الشريعة) يصبح مع الزمن مخزناً كبيراً كمخزن عمي إسماعيل، يمكن لي أن أستخدم فيه (بيريلا) لأستمع إلى أقاصيصه.

هذا الشريط مع فصوله كان يتردد في فكري في أيامي الأخيرة في المدرسة. ولكن سآخذ بالانتظار فإن المثل يقول: ((ما في يدنا أفضل مما نجري وراءه)) فقد نشرت صحيفة (الشؤون العامة لقسنطينة La Dépêché de Constantine) عرضاً لعمل صغير في نادي (ورقلة العسكري).

فكرت بأن (ورقلة) هذه تقع على طريق تمبكتو، لذا قدمت طلبي مرفَقاً به الصور المطلوبة. الامتحان حلّ قبل أن يأتيني الجواب. وكان يجب أن أنجح فيه، بصورة أو بأخرى، لأن (دورنون Doumon) ليس لديه أية نية لإبقائي سنة إضافية.

وحينما أعلنت النتائج استولى على نفسي حزن غامض. كنت دائماً

<<  <   >  >>