للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

استيقظنا في الفجر حين وقف القطار في (سانت ايتيين Saint Etiénne)، أراد كل منا أن بلقي اللوم على الآخر. ثم عزمنا على الخروج إلا أننا توقفنا عندما سد علينا الطريق العامل القائم على الدوار ( Tourniquet)، الذي لا يسمح بالمرور دفعة واحدة إلا لشخص واحد قائلاً: ((آه إني أعرفكم يا عصافيري، إنكم تسرقون الشركة وسوف أنادي الدرك)).

بدا الهلع على وجه زميلي (قاواو)، ربما لأنه كان ابن أحد رجال الدرك، أما أنا فعلى العكس من ذلك وجدت فيه حلاً للمشكلة.

بالطبع لم تخطر في ذهني في تلك اللحظة تمبوكتو أو أوستراليا أو شقراوات باريس، لقد اعتراني الملل. ولا ريب أن رجال الدرك قد كانوا الأقل سؤاً من ذلك الذي كنا فيه.

لكن موظفاً آخر متأثراً بمشاعر العطف وربما بدافع الشفقة لما رآه على وجه (قاواو) قد بدد ذلك الأمل بقوله: ((دعهما يعودا إلى (لورت Lorette))).

ثم أشار إلى قطار من عربة واحدة يهم بالتحرك كيما نلحق به، فاتخذنا مكاننا فيه ووصلنا في الثامنة من الصباح.

كان الجو بارداً في تلك الصبيحة من شهر تموز (يوليو) يحيط به جو من الكآبة مشبع بالدخان.

لم يكن وارداً في حسابنا تناولنا لفنجان من القهوة ندفئ به جوفنا، فجعبتنا فارغة من النقود. وهكذا توجهنا مباشرة إلى مصنع (شنيدر schneider) الذي قادنا إلى مكتب الاستخدام في ليون.

وقفنا في الصف بين جمع من المرشحين الآخرين للعمل تحت رذاذ خفيف من المطر. كان في الصف فرنسيون وإسبانيون وإيطاليون ومثلنا من (السيدي Sidi).

<<  <   >  >>