للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

كان بوليس تبسة في نظر الإدارة غير كاف لكشف الفاعلين فاستدعي لواء (قلما).

لم يكن من الممكن في ذلك الزمن أن تتجه الشكوك نحو ذلك الفريق الذي كنت الوحيد فيه أستطيع أن أكتب جملة بعربية ركيكة. وعلاوة على ذلك فمنذ بيع شاشيتي في ليون حتى هذا النهار لم ألبس شاشية، وكنت أسير عاري الرأس قبل أن يصبح هذا الأمر زياً شائعاً.

ولعل هذا قد أبعد عنا جميعاً الشكوك التي اتجهت إلى زاوية أخرى، فسائر طلبة العلم والعلماء وأنصاف العلماء في المدينة استُجوِبوا.

وكان الذي اتجهت نحوه أكثر الشكوك هو الذي كان أبرأ الناس من هذا الصنيع، وقد أضحى بعد حوالي عشرين عاماً إمام المدينة ومخبر البوليس، ولكنه في ذلك اليوم لم يكن بعد في عداد المتعاملين معه فأشبع منه ضرباً.

انطوى الحادث دون ذيول. وقضينا ذلك المساء نلعب لعبة (الطاس تقول)، وهي لعبة تبسية كانت تثير حماستنا تلك الفترة، وكانت القاعدة فيها أن يعين اللاعب من بين أحد عشر كأساً الكأس التي تغطي قطعة من النقد.

وبين الفريقين اللذين تباريا على حصيرة (حمام عباس) كان بعض اللاعبين من رجال البوليس، الذين شاركوا ذلك الصباح في جلد ذلك العالم خريج جامعة الزيتونة.

تلك كانت أياماً جميلة على وجه العموم. لكن مشكلتي التي بقيت مأساوية مطروحة في ذهني:

- ((ماذا أعمل؟))

كان عليّ أن أحُدَّ من مطامحي على الأقل من الوجهة (التكتيكية) كما يقال

<<  <   >  >>