للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

اليوم. فقررت أن أقبل عن طيب خاطر وظيفة عدل في المحكمة الشرعية ريثما تتحقق (تجارتي الكبرى) في السودان أو (مزرعتي في أوستراليا)، لكن كان عليّ أن أسعى للحصول على هذه الوظيفة. والنائب العام الذي كانت تتبع له سائر المؤسسات القضائية الإسلامية قد حدّ من مطمحي في هذا الخصوص. لقد أُجِبْتُ بأن عدلاً في المحكمة لا يمكن أن يُعَيَّن قبل أن يبلغ الاثنين والعشرين عاماً.

ومما زاد قيَّ الأسى أنني أُعفيت من الخدمة العسكرية بسحبي رقماً جيداً في تلك القرعة، التي كانت تجري بين المدعوين إلى الخدمة العسكرية من أبناء المستعمرات.

إذ كان ترتيب متاع الجندي في الصباح، وعمل السخرة الصغير أو الكبير في المطابخ، أو حيث يفرغ جنود الرماة فضلات طعامهم، أفضل عندي من بقائي عالة على أهلي. وكان يبدو لي غريباً أن أبقى هكذا وأنا في سن العشرين.

هكذا عادت مشاريعي نحو المغامرة تخامر ذهني. وكان سعاة البريد في تبسة يرونني يومياً أنسخ عناوين من الدليل التجاري. ومع ابن خالي (صالح حواس) الذي أطلعته على همومي أغرقت شمالي فرنسا وجنوبيها بطلبات الاستخدام.

أكثر العناوين التجارية التي كانت لها أعمال في إفريقيا إذا لم نقل سائرها، تلقت هذه الطلبات، لكنها لم تجب عليها.

وفي هذه الآونة تلقيت جواباً سلبياً من (ورقلة) حيث أُعيدت صورتي الفوتوكرافية.

كنت إذن محكوماً بأن أبقى على مائدة العائلة وتحت سقفها وفي خارج المنزل رهن أسطوانات وقصص (باهي). أما قضية الريف فبدأت تعود القهقرى مبددة آخر أوهامنا.

<<  <   >  >>