للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولما كانت الكهرباء وصلت المدينة فقد عزمنا على جمع تبرعات لإضاءة مئذنة المسجد، وأعطى الشيخ (الصدوق بن خليل) كل ما عنده من فن وبراعة لكتابة أربع لوحات خاصة لهذه المناسبة، علقت كل واحدة منها على جهة من جهات المئذنة. وفي ذلك المساء اعتقدت مدام (دوننسان Denoncin) أن شيئاً ما يتحول بالفعل عند هؤلاء الجزائريين المتخلفين ( Indigène).

في النادي اتخذت سائر هذه القرارات، فالأمور يأخذ بعضها برقاب بعض، والعمل يجر آخر سواه، وهكذا أضحى النادي الينبوع الذي تستمد منه الحياة الاجتماعية في المدينة قوتها. ففيه ولدت فكرة المدرسة وفكرة المسجد الجديد.

كانت الشهور تمضي ومشكلتي ما تزال تطرح السؤال: ما العمل؟

كتبت رسائل أكثر إلحاحاً إلى النيابة العامة. وكان لإلحاحي أن يحل مشكلتي على المدى الطويل، وهكذا جاءني الجواب أخيراً يعرض علي اختياراً بين ثلاث محاكم بوصفي عدلاً فيها. لم أعد أذكر غير محكمة (أفلو) التي اخترتها.

بدا لي مرتب العدل في المحكمتين الأخريين كافياً ليجلب الكثيرين من المزاحمين الجزائريين من السكان الأصليين أمثالي، على الرغم من أنه متواضع في الحقيقة تافه بالنسبة لمرتب أوربي.

لقد رغبت أن أصبح عدلاً على الفور. و (أفلو) بدت لي قادرة على أن تقدم هذه الإمكانية بفضل الراتب فيها وهو لا يتجاوز الستين فرنكاً في الشهر.

كنت متأكداً بأن وظيفة خالية كهذه لا تثير مزاحمة كبيرة وما تبقى فسوف يُرى. (بوكاميه) عوّدني على نظام للطعام يسمح لي بمواجهة ما يتصور من شظف العيش. ومن ناحية أخرى فقد قيل لي إن (أفلو) في الجنوب الوهراني

<<  <   >  >>