للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أدلى في الحديث دلوه. ولأنني لا أرغب في أن أقضي العمر في المحاكم فقد عاد بي إلى الذاكرة مشروع السفر إلى أوستراليا. وهكذا تحدثت عن مشاريعي الخيالية هذه، ثم قضينا السهرة في الأقاصيص والنوادر.

في الصباح وكما جرت العادة في هذه الرحلات، يبدأ الشيخ بسرج حصانه استعداداً للرحيل.

تدخل مضيفنا قائلاً: ((أقسم بالله لن تذهبوا قبل أن تتناولوا طعام الغداء عندي)).

لم نبدِ أية معارضة أو احتجاج. وكانت شمس الصباح ساطعة في بقعة كثيرة الوهاد، فتاقت نفسي للتجول حول الخيمة والخروج إلى تلك البراري التي لم يطأها الاستعمار بعد، وما تزال بكراً لم يُقَلّبا المحراث تربتها.

ومن إمارة الحفاوة أن يصحب المضيف ضيفه في تجواله، ذلك أسلوب الضيافة في ريفنا. ولذا فقد خرج مضيفنا معي، تجولنا معاً بين أكوام الخلفاء نتجاذب أطراف الحديث. وفجأة قال لي مضيفنا:

- أتصحبني معك حينما ستذهب إلى أوستراليا؟

إنه يبحث هو الآخر عن أفق بعيد، وها هو ذا قد آمن بأوهامي. وأردف الحاج محمد موضحاً أنه لم يبق لديه غير عشرة خرفان وقد نحر اثنين منهما من أجلنا.

لقد فهمت إذن مأساته. ومأساة هذا المجتمع البريء الذي لا يعرف كيف يقابل الشر بالشر.

إلا أنه لا ريب ثمة آفة اجتماعية في (أفلو)؛ إنها البغاء الذي يقبله المجتمع بوصفه جزءاً لا يتجزأ من فولكلوره. إنه مقبول قبولاً تستطيع معه واحدة من

<<  <   >  >>