لم أبصر أحداً في البداية، فوقفت متردداً في مدخل القاعة بينما يكاد الباب الذي دفعته ينغلق برفق من خلفي.
وها هو ذا وجه يبرز من الجانب المظلم:
- ماذا تريد يا سيدي؟
وإذا الوجه الذي قال لي هذه الكلمات يبدو كأنما أضاء بابتسامته البشوشة ما يحيطني:
- إني رأيت اللافتة قدام الباب وثمن الوجبة.
قلت هذه الكلمات بشيء من الخجل بدده عني جواب صاحب الوجه:
- نعم سيدي، إذا أردت أن تتناول الوجبات هنا فيجب أن تنتسب ...
- آه: إذن ما هذا المحل؟
واستمر الشاب يبتسم أثناء هذا الحوار وهو يجيب على سؤالي:
- هذه هي (الوحدة المسيحية للشبان الباريسيين).
ففهمت الحروف المكتوبة على الصباح عند مدخل المحل، بينما استرسل الشاب:
- إن أردت الانتساب لوحدتنا سأدلك.
ثم دلّني على شباك ظهر فيه فوراً صاحبه الذي كان في مكتب خلفي، بينه وبين الشباك فاصل زجاجي، فقدّمني إليه الشاب، فناولني صاحب الشباك استمارة راجياً أن أدلي فيها بالمعلوت المطلوبة، وقد كان علي أن أعرّف بديني وأن أذكر من يزكيني من الناحية الأخلاقية.