للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الذي أوحى لـ (بول فاليري) قولته الشهيرة ((أوروبا تطمح لأن تدار بلجنة أمريكية)).

ووراء جبال الكربات استطاع (لينين) أن يحطم (رانجل Wrangel) ويسد الطريق على (ويجان Weygand) ليبني عالماً جديداً. كما استطاع (رانجل Wrangel) أن يفرض الإرهاب في بودابست. وفي تِبِسَّة، استمر الناس في حياتهم البسيطة بينما كانت التفاصيل الجديدة تعمل على تبديل المنظر الاجتماعي والطبيعي.

الحرائق الكبيرة للغابة التي حدثت ليلة الحرب، عادت اليوم تعطي نتائجها، فالثلوج التي كنت أتزحلق عليها عندما كنت طفلاً، والهياكل الثلجية المتدلية من طرف السقف التي كنث أبددها بالحجارة اختفت من الوجود. أما سهل تبسة المسمى (الحريق) فقد أصبح محزناً. والعائلات التبسية القديمة التي عاشت في اقتصاد على شيء من الاكتفاء الذاتي، مؤمنة خبزها ومأواها وبرانصها أضحت غير قادرة على الحياة. والأرض التي كانت تطعم أجدادهم أصبحت الآن ماحلة. والكعكة الجيدة التي يجذبنا طيب رائحتها عندما نمر بالبيوت قد أخلت مكانها لخبز الفران، والبرنص استبدل به الرداء الذي أصبح يشترى من السوق حيث تصفى مخلفات الحرب، والعسكريون العائدؤن إلى الوطن- والذين كانوا كثيرين- استمروا بكل بساطة يلبسون آخر بزاتهم العسكرية.

وعندما تبلى بزة جندي من الاستعمال، كان يبدو لنا نحن الأطفال كبطل سقط من مجده، لأننا نذكر كيف كنا نراه يعود في إجازة قبل سنتين أو ثلاث سنوات؛ لقدم عم التدهور كل مكان.

لقد تخربت البيوت وانقطعت عن الشوارع قوافل البقر العائدة إلى حظائرها، تشبع الجو برائحة الاصطبل وتملأ الطرق برغائها.

لقد بدأت تظهر السيارات الكبيرة. وأمي بهيجة التي جاءت لزيارتنا

<<  <   >  >>