للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ... } ١. وَهَذَا مَا سنبينه وَنَذْكُر الشواهد والأدلة عَلَيْهِ فِيمَا سَيَأْتِي٢ إِن شَاءَ الله تَعَالَى.

٣ - وعَلى فرض التَّسْلِيم لَهُم - جدلاً - صِحَة مَا استدلوا بِهِ على الْوَعْد الإلهي من كتبهمْ، فَإنَّا نقُول إِن الْوَعْد الإلهي قد أعطي لإِبْرَاهِيم أَولا عِنْد وُصُوله أَرض كنعان وَلم يُولد لَهُ ولد حِينَئِذٍ (تكوين ١٢/٧) ، وتكرر الْوَعْد حِين رُجُوعه إِلَى أَرض كنعان من مصر (تكوين ١٣/١٥) ، ثمَّ تكَرر الْوَعْد وَلم يكن لإِبْرَاهِيم ولد (تكوين ١٥/١٨) ، ثمَّ تكَرر الْوَعْد لإِبْرَاهِيم بعد أَن ولد لَهُ إِسْمَاعِيل عَلَيْهِمَا الصَّلَاة وَالسَّلَام (تكوين ١٧/٨) .

بِنَاء على ذَلِك فالوعد الإلهي من حق إِسْمَاعِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام جدُّ الْعَرَب وَالْمُسْلِمين دون غَيره، لِأَن إِسْحَاق الابْن الثَّانِي لإِبْرَاهِيم عَلَيْهِمَا الصَّلَاة وَالسَّلَام لم يُولد بعد٣.

فَإِن قيل: بِأَن الْوَعْد الإلهي لَهُم بِالْأَرْضِ المقدسة إرثٌ وموطنٌ أبديٌ قد ذكر فِي الْقُرْآن الْكَرِيم فِي قَوْله تَعَالَى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ} ٤.

فَالْجَوَاب: أَنه بِقطع النّظر عَن كَون يهود الْيَوْم هم غير بني إِسْرَائِيل القدماء

١ - سُورَة الْمَائِدَة، آيَة ١٣.

٢ - فِي بحث عنوانه (الْأَسْفَار المقدسة عِنْد الْيَهُود وأثرها فِي انحرافهم - عرض وَنقد)

٣ - انْظُر: الصهيونية والعنف ص٦٦ د. حسن ظاظا، الصهيونية وخطرها على البشرية ص٧٢ د. حمود الرحيلي.

٤ - سُورَة الْمَائِدَة، آيَة ٢٠، ٢١، وَبِنَحْوِ هَذِه الْآيَة فِي سُورَة الْأَعْرَاف، آيَة ١٣٧، وَسورَة الْإِسْرَاء، آيَة ١٠٤، وَسورَة الشُّعَرَاء، آيَة ٥٧ - ٥٩.

<<  <   >  >>