للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَأما فِيمَا يتَعَلَّق بِمَسْأَلَة مَا إِذا كَانَ الْوَعْد أبديا وَلَا يُمكن نسخه فَيَقُول الدكتور الْفَرد جلوم - أستاذ دراسات الْعَهْد الْقَدِيم فِي جَامِعَة لندن: بِأَنَّهُ لم يقطع إطلاقاً أَي وعد غير مَشْرُوط بِأَن التَّمَلُّك سَيكون أبدياً، هَذَا مَعَ أَن الْمَقْصُود كَانَ فَتْرَة طَوِيلَة غير محددة. اهـ١.

٥ - إِن الْوَعْد الإلهي مَشْرُوط بِالْإِيمَان وَالْعَمَل الصَّالح، فقد ورد فِي التَّوْرَاة الْأَمر بذلك وبالمثوبة عَلَيْهِ، والوعيد الشَّديد لمن كفر بِاللَّه وارتد عَن دينه وَنَصه: "فَإِن انْصَرف قَلْبك وَلم تسمع بل غويت وسجدت لآلهة أُخْرَى وعبدتها، فَإِنِّي أنبئكم أَنكُمْ لَا محَالة هالكون"٢.

وَقد ثَبت فِي أسفارهم المقدسة لديهم أَنهم قد كفرُوا بِاللَّه وَارْتَدوا وعبدوا آلِهَة وأوثاناً أُخْرَى، وَقد أوضحنا ذَلِك أثْنَاء سردنا لتاريخهم٣.

لذَلِك حل بهم الْعَذَاب وَالْبَلَاء وَالْغَضَب من الله وَهُوَ ثَابت أَيْضا فِي أسفارهم حَيْثُ يَقُول نَبِيّهم أرميا: "لماذا بادت الأَرْض واحترقت كبرية بِلَا عَابِر؟! فَقَالَ الرب: على تَركهم شريعتي الَّتِي جَعلتهَا أمامهم، وَلم يسمعوا لصوتي وَلم يسلكوا بهَا، بل سلكوا وَرَاء عناد قُلُوبهم ووراء البعليم٤ الَّتِي علمهمْ إِيَّاهَا آباؤهم، لذَلِك قَالَ رب الْجنُود إِلَه إِسْرَائِيل: هَا أنذا أطْعم هَذَا الشّعب أفْسِنْتينا٥، وأسقيهم مَاء العلقم، وأبددهم فِي أُمَم لم يعرفوها هم وَلَا آباؤهم،


١ - نقلا من كتاب الخلفية التوراتية للموقف الإمريكي ص٧٠ إِسْمَاعِيل الكيلاني.
٢ - سفر التَّثْنِيَة ٢٠/١٥ - ١٨.
٣ - انْظُر: ص٢٤ وَمَا بعْدهَا، وراجع سفر الْمُلُوك الثَّانِي ١٧/٩ - ١٧ وَغَيره.
٤ - البعليم: جمع إِلَه البعل، وَهُوَ إِلَه الْمزَارِع وَرب الخصب عِنْد الْقَبَائِل الوثنية.
- انْظُر: قَامُوس الْكتاب الْمُقَدّس ص١٨٠.
٥ - نَبَات مُرُّ وسام (الْمرجع السَّابِق ص٩٥) .

<<  <   >  >>