عيسى الليثي، وأبا بكر محمد بن يبقى بن زرب - وتفقه به -، وغيرهم الكثير.
وقد كتب إليه أبو الحسن الدارقطني، وأبو محمد بن أبي زيد، وغيرهما من الكبار.
وسمع منه أبو الوليد الباجي، ومكي بن أبي طالب، وأبو عمر بن الحذاء، وغيرهم الكثير.
ألف كتاب الموعب في تفسير الموطأ، وجمع مسائل أبي بكر بن زرب، وله أيضا كتاب فضائل المنقطعين إلى الله عزوجل، وكتاب فضائل المتهجدين، وغيرها الكثير (١).
قال محمد بن عبد الله الخولاني: كان رجلا صالحا، قديم الخير والطلب، مع الأدب، مقدما في الفقهاء والأدباء، مشاركا في كل فن. وقال أبو عمر أحمد بن محمد بن مهدي المقرئ: كان - نفعه الله - من أهل العلم بالحديث والفقه، كثير الرواية عن الشيوخ، وافر الحظ من علم اللغة والعربية، قائلا للشعر النفيس في معاني الزهد وما شابهه، بليغا في خطبه، كثير الخشوع فيها، لا يتمالك من سمعه عن البكاء، مع الخير والفضل والزهد في الدنيا والرضا منها باليسير، ما رأيت فيمن لقيت من شيوخي من يضاهيه في جميع أحواله. . . وكان النور باديا على وجهه، وكان قد صحب الصالحين ولقيهم من حداثته، وما رأيت أحفظ منه لأخبارهم وحكاياتهم. وقال ابن حيّان: كان يونس من أكابر أصحاب ابن زرب المقدمين في بسط العلم، وسعة
(١) قال القاضي عياض في ترتيب المدارك ٨/ ١٨: «وأكثر تآليفه في أخبار الزهاد، وباب الرقائق، وهي تآليف مليحة مفيدة».