قال ابن الفرضي: فكان مشاورا في الأحكام، يستفتى مع يحيى بن يحيى، وسعيد بن حسان، وعبد الملك بن حبيب، وأصبغ بن خليل. . .
وكان عبد الأعلى رجلا عاقلا، حافظا للرأي، مشاركا في علم النحو واللغة، متدينا زاهدا. . . ولم يكن لعبد الأعلى معرفة بالحديث، وكان ينسب إلى القدر، وذكر خالد عن أسلم بن عبد العزيز: وكان ابن لبابة ينكر ذلك عنه. . . أخبرني سليمان بن أيوب قال: سألت محمد بن عبد الملك بن أيمن عن الأرواح؟ فقال لي: كان محمد بن عمر بن لبابة يذهب إلى أنها تموت، وسألته عن ذلك فقال: كذا كان يذهب عبد الأعلى بن وهب فيها، قال ابن أيمن: فقلت له: إن عبد الأعلى كان قد طالع كتب المعتزلة ونظر في كلام المتكلمين، فقال: إنما قلدت عبد الأعلى، ليس عليّ من هذا شيء. وقال الصّدفي: كان نبيلا عاقلا فاضلا طيب الخلق عالما دينا. وقال القاضي عياض عقب إيراده لاتهامه بالقدر والنظر في كتب المعتزلة: وكان يحيى بن يحيى وابن حبيب وإبراهيم بن حسين بن عاصم يطعنون عليه بذلك أشد الطعن.
وقال القاضي عياض أيضا: وكان أحد الأربعة من الفقهاء الذين يدخلون في الشهادات وغيرها على الأمير بقرطبة هو وابن مطروح، وكان قوالا للحق، ناصحا للأمراء.
توفي في صفر - وقيل: في ربيع الأول - سنة إحدى وستين ومئتين.
[الطبقة الثانية: الأندلس]
٥٢٨ - عبد الباقي بن الحسن بن أحمد بن محمد أبو الحسن ابن
السقا *:
* مصادر الترجمة: ترتيب المدارك: ٧/ ٨٦ - ٨٧ (طبعة المغرب)، ٢/ ٦١٢ (طبعة بيروت)، ٢/ ١٢٢ أ (نسخة دار الكتب المصرية)، ٢/ ٢٤٦ (نسخة الخزانة الحسنية)، ومختصر المدارك لابن رشيق: ٢١٦. =