للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْآيَات مَا يُبرز ملامح الصُّورَة، وأترك غَيرهَا للقارئ.. يضمها إِلَى السِّيَاق المشابه، وَذَلِكَ حَتَّى لَا يطول الْعرض ويتشتت.. والإيجاز مقصودٌ لدىَّ)) (١) ،.. ((يجب أَن أغوص فِي أعماق الْآيَة، لأدرك رباطها بِمَا قبلهَا وَمَا بعْدهَا، وَأَن أتعرَّف على السُّور كلهَا.. متماسكة، متساوقةً..)) (٢) .

وثمة جهد آخر فِي هَذَا المجال لما يكتمل صدوره بعد، وَهُوَ ذَلِك التَّفْسِير الَّذِي يُتَابع إصداره الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن حسن حَبنَّكة الميداني (من عُلَمَاء دمشق الْكِبَار) ، الَّذِي يسير فِيهِ على وفْق تَرْتِيب نزُول السُّور - كَمثل مَا صنع عزة دروزة -.. وَقد سَمَّاهُ (معارج التفُّكر، ودقائق التدبُّر: تَفْسِير تدبرى لِلْقُرْآنِ الْكَرِيم) ، وَذكر أَنه محاولة تطبيقية مِنْهُ على كِتَابه (قَوَاعِد التدبُّر الأمثل لكتاب الله عز وَجل) (٣) .. وَفِي مُقَدّمَة التَّفْسِير يَقُول الشَّيْخ الميداني - حفظه الله وَعَافَاهُ -: ((وَقد رَأَيْت بالتدبر الميداني للسور ان مَا ذكره المختصون بعلوم الْقُرْآن الْكَرِيم من تَرْتِيب نزُول، هُوَ - فِي معظمه - حق، أخذا من تسلسل التكامل التربوي. واكتشفت فِي هَذَا التدبُّر أموراً جليلة تتَعَلَّق بحركة الْبناء المعرفي لأمور الدّين، وحركة المعالجات التربوية الربانية الشاملة للرسول (وللذين آمنُوا بِهِ، وللذين لم يَسْتَجِيبُوا لدَعْوَة الرَّسُول، متريثين، أَو مكذبين كَافِرين)) (٤) .. وَالشَّيْخ الميداني


(١) السَّابِق، ص ٦.
(٢) السَّابِق، ص ٥.
(٣) صدرت طبعته الأولى الموجزة عَن دَار الْقَلَم بِدِمَشْق سنة ١٤٠٠? - ١٩٨٠ م، وعنها أَيْضا صدرت الطبعة الثَّانِيَة الموسَّعة سنة ١٤٠٩? - ١٩٨٩ م.
(٤) معارج التفكر ودقائق التدبُّر ...، عبد الرَّحْمَن حسن حبنكة الميداني، دَار الْقَلَم - دمشق، ط ١ / ١٤٢٠? - ٢٠٠٠ م، ١/٦.. وتجدر الْإِشَارَة إِلَى أَن الصَّادِر مِنْهُ الْآن هُوَ الْأَجْزَاء السِّتَّة الأولى فَقَط (انْتَهَت إِلَى سُورَة الْفرْقَان) ، وَأَن دَار الْقَلَم توالي إصداره، وينتظر أَن تبلغ أجزاؤه خَمْسَة عشر جُزْءا بِإِذن الله.

<<  <   >  >>