((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجال كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)) (النساء:١) .
((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً)) (الأحزاب:٧٠-٧١) .
أما بعد:
(أصل هذه الرسالة محاضرة لفضيلة الشيخ/عبد الله بن جبرين، قمت بنسخها في أوراق، ثم قمت بتهذيبها وتصحيحها، وعزو الآيات، وتخريج الأحاديث قدر الإمكان، ثم عرضتها على فضيلة الشيخ فقام بتصحيحها، والتقديم لها وأذن بطبعها ونشرها، نسأل الله أن ينفع بها وأن يكتبها في موازين أعمال كل من ساهم في إخراجها إنه سميع مجيب "أبو أنس") .
لا شك أن الصوم لم يكن من خصائص هذه الأمة بل كان شرعاً قديماً، كلف به العباد والأمم من قبلنا، يقول تعالى:((يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم.. الآية)) (البقرة:١٨٣) .
وقد فرض الصوم على هذه الأمة في السنة الثانية من الهجرة، فصام النبي صلى الله عليه وسلم تسع رمضانات بالإجماع. وما شرع الله هذا الصوم -وغيره من العبادات- عبثاً، وإنما شرعه لِحِكَمٍ عظيمة، وفوائد جليلة تعود على الفرد والمجتمع والأمة بأسرها.
وهذه خواطر رمضانية حول حقيقة الصوم وأحكامه أردنا أن نبينها حتى يتم النفع للمسلم من صيامه وعبادته والله الموفق.
الخاطرة الأولى:
فرضية الصيام
يقول تعالى:((يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم..الآية)) (البقرة:١٨٣) . فأخبر أن الصيام عبادة قديمة كتبت على الأمم قبلنا، وفي ذلك بيان أنه شرع قديم.
وقد ذكر أن موسى عليه السلام لما واعده ربه بلقائه، صام ثلاثين يوماً، ثم زاده الله عشراً في قوله تعالى:((وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر)) (الأعراف:١٤٢) .