تقديم فضيلة الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، ونسأله الهداية والتوفيق لأقوم طريق، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
وبعد:
فإن الإيمان بقضاء الله تعالى وقدره هو أحد أركان الإيمان المشهورة، وبه يطمئن العبد فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، ومع ذلك فإنه مأمور بفعل الأسباب، ومباشرة الأعمال لدينه ودنياه، حيث منحه ربه قوة في العمل، وقدرة على مزاولته، وبهذه القدرة يتحصل على ما كتب الله له من الرزق في هذه الحياة، وبها يعمل ما يثاب عليه في الآخرة، أو يعاقب من الحسنات أو السيئات.
وحيث إن هناك طائفة الجبرية الذين غلبوا جانب القدر واحتجوا به على ما وقعوا فيه من المعاصي، فقد شابهوا المشركين الذين قالوا:((لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا)) . (سورة الأنعام، الآية: ١٤٨) .
فرد الله عليهم بقوله:((قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا)) . (سورة الأنعام، الآية:١٤٨) .ولكن هؤلاء الجبرية إنما يحتجون بالقدر على المعاصي، وفيهم يقول ابن القيم رحمه الله تعالى:
وعند مراد الله تفنى كميت وعند مراد النفس تسدي وتلحم
وعند خلاف الأمر تحتج بالقضا ظهيراً على الرحمن للجبر تزعم