فقد كنت قبل أشهر قمت بجولة في أنحاء من المملكة للدعوة والإرشاد، وإلقاء محاضرات وإجابة على أسئلة، وكان من جملة المحاضرات في مدينة جدة في أول شهر شعبان عام ١٤١٣هـ محاضرة بعنوان: حقيقة الالتزام (وقد ألقيتها ارتجالاً، ولم يتيسر لي مراجعة ولا كتابة عناصرها، ومناسبتها أن هناك جمعاً) كبيراً قد منَّ الله عليهم بالاستقامة، والتمسك بالشريعة، وعُرفوا بأهل الالتزام، فناسب أن يتلقوا تعاليم تزيدهم تمسكاً، وتوضح المناهج والطرق السليمة التي يسلكها أهل الالتزام، وتكون سبباً في الاستمرار والدوام على هذه السيرة السوية.
وقد تعرضت فيها للحث على الأعمال الصالحة، والإكثار من نوافل العبادة، والبعد عن المعاصي والمحرمات والشرور، وهجر العصاة والحذر من الانخداع بدعاياتهم وتسويلهم، وزخرف القول الذي يموهون به، ونحو ذلك من النصائح على وجه الإشارة والإيجاز.
وقد رغب بعض المحبين نشرها في كتيب، فوافقت على ذلك، رجاء أن ينفع الله بها من أراد به خيراً، والله المسؤول أن يمن علينا بالعصمة والحفظ من الغواية، وأن يهدي ضال المسلمين ويرشد غاويهم، ويصلح عامتهم ويصلح أئمتهم وقادتهم، ويهديهم إلى الصراط السوي، ويجنبهم طريق الغواية والهلاك، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين.
٥/١/١٤١٤هـ.
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونشكره ونثني عليه ونستغفره، ونشهد أن لا إله إلا الله وهو ربنا عليه توكلنا وإليه ننيب، ونحمده سبحانه أن هدانا للإسلام وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.