كذلك الآيات النفسية: يقول تعالى: ((وفي أنفسكم أفلا تبصرون)) (الذاريات:٢١) . يعني في أنفسكم آيات، فلو فكر الإنسان في نفسه لزالت عنه الشكوك والتوهمات. ففي نفس الإنسان أعظم عبرة، وأعظم آية، كيف كان في أول أمره نطفة، ثم تقلبت به الأحوال إلى أن أصبح رجلاً سوياً؟! ثم ينظر إلى أن حواسه كاملة، وحاجاته كاملة؛ فإن ذلك بلا شك مما يلفت نظره، ويوضح له أمره أنه مخلوق وأن له خالقاً؛ قال تعالى:((أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون)) (الطور:٣٥) .
وأما الاستدلال بأنه سبحانه وتعالى من أسمائه المؤمن الذي يصدق عباده، فهذا التصديق في يوم القيامة؛ أما في الدنيا فيصدق عباده المرسلين بما يقيم على أيديهم من الآيات والمعجزات، ويصدق عباده المؤمنين في الآخرة بأن يثيبهم، ويظهر بذلك صدقهم ونصحهم لأممهم.
تسمية المخلوق بصفة الخالق
وسئل حفظه الله:
* إذا اتفق اسم أو صفة للخالق مع المخلوق فهل يعني ذلك أنها متفقة في المسمى، ومختلفة في المعنى والمدلول؟
فأجاب:
إذا اتفقا فقد اتفقا في الاسم، واتفقا في المعنى العام، واختلفا في الكيفية، فالمدلول واحد.. فإذا قلنا مثلاً: إن الله يسمع، وأن المخلوق يسمع، فالسمع هو إدراك الأصوات، هذا متفق فيه، وإذا قلنا: إن الله تعالى له سمع، وللمخلوق سمع، فمعلوم أن سمع الله ليس كسمع المخلوق، بل بينهما تفاوت، فهي متفقة في الاسم، ومتفقة في المعنى العام، وأما الكيفية والصفة فبينهما تفاوت.
لفظ التشبيه لفظ مجمل
وسئل الشيخ:
* يقول شارح كتاب "العقيدة الطحاوية"(انظر شرح العقيدة الطحاوية) : "ولكن لفظ التشبيه قد صار في كلام الناس لفظاً مجملاً يراد به المعنى الصحيح".. نرجو توضيح هذه العبارة؟
فأجاب:
كلمة التشبيه: أهل السنة يريدون بها المعنى الصحيح، والمعتزلة يريدون بها نفي الصفات.