وما الذي أغرق قوم نوح بالطوفان الذي ارتفع على رؤوس الجبال نحو سبعين ذراعاً فوق رأس كل جبل أليس سببه التكذيب؟ أليس سببه هو الشرك والمعاصي وهي قد فشت وانتشرت، وما الذي أهلك قوم عاد؟ أرسل الله عليهم ريحاً صرصراً في يوم نحس مستمر، تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر سخرها عليهم سبع ليالٍ وثمانية أيام حسوماً فترى القوم فيها صرعى، ما الذي سبب ذلك؟ أليس هو تكذيبهم؟ أليس هو معصيتهم وذنبهم؟ وما الذي أهلك قوم صالح حيث أرسل الله عليهم صيحة، صاح بهم ملك فتقطعت قلوبهم في أجوافهم؛ فأصبحوا صرعى كموت رجل واحد لما أنهم عقروا الناقة وقالوا:((يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين)) . (سورة الأعراف، الآية: ٧٧) ، لا شك أن ذلك من آثار الجهل، وهكذا نتذكر عقوبة الله لقوم لوط لما فعوا الفاحشة التي ما سبقهم بها أحد من العالمين وهو كونهم استحلوا نكاح الذكران. قال تعالى:((أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم)) . (سورة الشعراء، الآيتان: ١٦٥، ١٦٦) .فعاقبهم الله فأرسل لهم ملكاً اقتلع بلادهم ورفعها حتى سمع أهل السماء نباح كلابهم ثم قلبها. قال تعالى:((فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد)) . (سورة هود، الآيتان: ٨٢، ٨٣) . أي المصر على فعلهم يترقب أن ينزل به ما نزل بهم ولهذا ذكر بعض العلماء أن عقوبة فاعل فاحشة اللواط فعل قوم لوط أنه يلقى من أعلى شاهق أو من أعلى بناء في البلد، يلقى على رأسه ثم يتبع الحجارة تشبيهاً بما حصل لقوم لوط من هذه العقوبة، كذلك قوم شعيب أهلكهم الله تعالى بالظلة وذلك أنهم أصابهم حر شديد وغم لما أنهم كذبوا شعيباً فمرت بهم سحابة فاعتقدوا أن بها ظلاً يريحون به أنفسهم ويبردهم فلما اجتمعوا بها نزل عليهم بها نار فأحرقهم فماتوا عقوبة لهم لما كذبوا بنبيهم، وحكى الله تعالى أيضاً ما عاقب الله