للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي قوله: "إن الحمد والنعمة" الحمد هو: ذكر محاسن المحمود، والنعمة هي: إنعامه على الخلق.

وهكذا قوله: (لك والملك لا شريك لك) أي: منك وحدك يا رب، ونحن معترفون بذلك، إنه لا شريك لك.

وصفة التلبية النبوية أنه صلى الله عليه وسلم كان يكرر قوله: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك"، ولكنه صلى الله عليه وسلم سمع من صحابته تلبيات أخرى ولم ينكر عليهم، فكان بعضهم يقول: "لبيك حقاً حقاً تعبداً ورقاً". وبعضهم يقول: "لبيك وسعديك والخير كله بيديك، والشر ليس إليك نحن عبادك الوافدون إليك، الراغبون فيما لديك". وبعضهم يقول: "لبيك والرغباء إليك والعمل". وبعضهم يقول: "لبيك إن العيش عيش الآخرة". والكل جائز، وذلك لأن هذه التلبية إجابة لنداء الله سبحانه وتعالى، والتزام بطاعته، فهي شعار خاص بالمتلبس بنسك حج أو نسك عمرة.

ويجوز أن يلبي غير المحرم، ولكن الأصل أنها أصبحت شعاراً للمحرم.

ويسن للرجال أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية، أما النساء فإنهن يخفضن أصواتهن فلا يسمعها أحد إلا من كان بجانبها من رفيقاتها.

وقد ابتدأ النبي صلى الله عليه وسلم بالتلبية من حين أحرم، ولم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة في يوم العيد، فعند ذلك قطع التلبية لأنه شرع في أسباب التحلل، وهكذا الذي يحرم بعمرة يلبي إلى أن يبدأ بالطواف، فإنه يقطع التلبية لأنه بدأ بأسباب التحلل.

ويندب أن يكثر الحاج من التلبية لأنها ذكر وهي شعار الحجاج، وهي تتأكد في عشرة مواضع:

* الموضع الأول: إذا عقد الإحرام ودخل في النسك رفع صوته بالتلبية.

* الموضع الثاني: إذا ركب دابته أو سيارته أو نحو ذلك، فإنه يكون قد انتقل من حال إلى حال.

* الموضع الثالث: إذا نزل من دابته أو من سيارته على الأرض لسبب أو لغرض، فإنه يجدد هذه التلبية.