ذلك لأن الدعاء إنما هو ذكر لله، وقد ثبت قول عائشة رضي الله عنها:"إنما جعل الطواف بالبيت وبالصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله تعالى".
فالطواف شرع لإقامة ذكر الله سبحانه وتعالى، فإذا أقامه العبد، صحَّ وأتى بما طُلِبَ منه؛ سواء بذلك الدعاء أو بغيره.
وبعد إتمام الطواف حول البيت سبعة أشواط، فإنه يشرع صلاة ركعتين خلف مقام إبراهيم عليه السلام إن تيسَّر ذلك، وإلا في أي مكان من المسجد.
وبعد أداء الركعتين وقبل الذهاب إلى الصفا والمروة يشرع الرجوع إلى الحجر الأسود وتقبيله إن تيسر أو الإشارة إليه، فإن هذا من السنة.
السعي بين الصفا والمروة
وبعد أداء ركعتي الطواف يخرج إلى المسعى، فإن السعي بين الصفا والمروة ركن من أركان الحج والعمرة.
وقد ذكر الله تعالى أن الصفا والمروة من شعائر الله، فقال تعالى:((إن الصفا والمروة من شعائر الله)) (البقرة:١٥٨) .
وهكذا بقية الأماكن فإنها تسمى شعائر، كما في قوله تعالى:((ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)) (الحج:٣٢) .
والسعي بين الصفا والمروة يسمى طوافاً وهو إحياء لسنة النبي صلى الله عليه وسلم حيث يقول:"اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي".
* ويشرع الخروج إلى المسعى من جهة الصفا، فإذا دنا من الصفا قرأ:((إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم)) (البقرة:١٥٨) . أبدأ بما بدأ الله به.
* ثم يرقى الصفا حتى يرى البيت فيستقبله وإن وقف عند الصفا أجزأه.
* ويرفع يديه فيوحد الله ويكبره ويحمده ويقول:"الله أكبر، الله أكبر، الله أكبرلا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده".