) وكتبت (في ذيله معتذراً عن تقريظ قصيدة نظمها عمه في أهل الكسا. خالية وحرمتهم من نقص ليت ولعل وعسى. ما نصه: مولاي قبل التاريخ وصلت إلى قصيدة عمك. لا زال باقياً ترمي عن قسيه بسهمك. فعزمت على تقريظها. بعد أن صحا ذهني من خندريس تصريحها وتعريضها. فناداني العي أربع على ضلعك. هل فضل بعدما يصلح لفضلها من فضل. ولا يكاد يقدم على تقريظها إلا من يقري السلام على الإيمان. فيقول هل القرآن تجلى في صورة النظم. فعز علي إيماني. وحرمة السبع المثاني. ولم يخطر لها بخاطري مما لا يحظر فيه من القنوت. سوى أنها بين القصائد كبيت النبوة من البيوت. وأن لكل بيت منها شبهاً بالعبا لأهل العبا. ويبري صبا أنفاسها القدسية وصباً ممن صبا. وهذا مما تشهد بصحته العقول. وقل لي يا أفندي غير هذا أيش أقول. بقي يا مولانا اعذرني. وإلا فعلمني. والسلام ختام اه.) وهذه القصيدة (جعلها مقدمة مجموع مفرد في شأنه. فجمع فيه ما له من مديح أهل البيت النبوي وأركانه. قد سماه بالباقيات الصالحات. ولا يبعد أن يكون عنوانها المبشر بطي العنا يوم نشر السجلات. وقد قرطته ولكن بما خف بالنسبة إلى قدره الرزين. وكذا قرظه ولدي أبو السعود السيد عبد الله أفندي بهاء الدين. أنار الله تعالى له كواكب السعود. ولا زال تابعاً سيرتي في كل أمر محمود.
) أما تقريظي فقولي (لما ارتدى سمعي بردة سماع ما حوته هذه المجموعة المفردة الشأن. ونهض فكري الجاثي على ركبتيه يجر ذيل التعجب على هام ممسك العنان. حاك في صدر القلم أن يصف فضلها على عجزه. وأن يبتز من نسائج الفكر بردة مدح لها على ضعف بزه. فقلت له ويحك الزم حفرة دواتك فما يتسنى لك وجلالة باريك وإن بلغت السماك في سمو الهمة. أداء حق شعر لو شعرت لعلمت. أنه قد علا كعبه فغدا للعبا المحمدية سدىً ولحمة. ولعمري أن در بحوره.) علي (الشأن العظيم. ودر شطوره.) فاطم (للأذهان على ارتضاع شطور التسنيم.) وحسن (معناه أحق بالقبول مما تحكي للحس المشترك العين. ورائق مبناه أرق من دمعة شيعية تبكى وحق لها) الحسين (. وأنه لجرى أن يزين بتلاوته) السجاد (في أسود الليل صحيفته البيضاء. ويستغني بدلالته المرتاد عن النهار) الباقر (بطن غول الظلام بقرن بقرته الصفراء.) فيا لجعفر (فضله كيف أعجز) موسى (اللب أن يشقه بعصا فكره فجعل يسحل ذيل التسليم بساحليه. وقذف عن) رضى (باللآلئ حتى غدا نهر المجرة لمزيد حسده) كاظماً (غيظه عليه. فما مولى جاد به إلا) جواد (. أطلق جواد منه البهي في ميادين المنن. ونجم) هاد (بنور ذهنه) النقي (إلى) معسكر (كل أمر) حسن (. ويوشك أن يكون) مهدي (أفكاره) القائم (على كل نفس من القرايح بما كسبت من المعاني المبتكرة.) والمنتظر (للأخذ بيد أفهام ذوي الإفهام عن إلجاء دجال الوهم إياها إلى المهاوي الخطرة. ولكم أملي أبقاه الله تعالى للكرام الكاتبين من صنوف الطاعات تفاصيل وجملاً.) والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخير أملاً (. أسأل الله تعالى أن يسبغ عليه في الدارين فضلاً. ويرفقه بأهل الكسا يوم يخرج الناس حفاةً عراةً غرلاً. انتهى.
) وأما تقريظه فقوله. عظم شرفه وفضله (. لازمت بيتي أياماً أتأمل في محاسن هذه القصائد. ملازمتي ولاء أهل البيت. فوقفت منها على بحر مفعم بأغلى الفرائد. لا تجري فيه سفن نقص لو أن وعسى وليت. ثم أمعنت فيها النظر. وأسمعت في نواحيها سرح الفكر. فتحققت أنها قد نصبت شباك البلاغة والفصاحة. فاصطادت عنقاء الإعجاز. وجرت ذيول الفخر في مسارح البراعة والرجاحة. فلم ترض إلا أن يكون لها على الحقيقة مجاز إلى حمى الامتياز. وبدت في ترفع لا تهوى لغير سماء الشرف آل بيت النبوة عروجاً. ولم تقبل وحق لها سوى الأئمة الاثني عشر منهم بروجاً. فيا لله تعالى حضرة مستخرج هذه الفرائد من عمان فكره المسكي المتوج بالذهب. المطرز بها بردة تعجز عن نقش حواشيها صناع الفصاحة ويعيي عنه ما في الأدب. فقد أتى بما لا يؤتى بمثله. وحاك عباً للآل لا يمكن لأحد بعده أن يحوك على نوله. وتفرد بجميع هذه الدرر. وجمع في هذه الفريدة ما لا يخطر على قلب بشر. حتى أحجم كل ذي لب عن مدحها بما تستحقه. وأذعن له بذلك كما هو حقه. فلا زال فاروقاً بين ذوي الأدب. وآتياً بما لا تستطيع تشبهاً به جميع فصحاء العرب. انتهى.