فخر الإسلام. وحجة الأفاضل الأعلام. وحلال العويصات التي هي أمنع من عقاب الجو في الظلام. ومنها عويصة أن القائم بالحق. إذا نطق صدق. والقائم بالسيف. ولو عدل فهو صاحب حيف. لأن الأصل معلوم وصاحبه مخذول. لا يقوم بالسيف المسلول. إلا الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم بارك الله تعالى لك في حضرك وسفرك. وفرج الكروب والأحزان على أعزة القوم بنظرك. ثم لعمرك أنه قد قرع الأسماع. وملأ المآدب والبقاع. قضية إحسانك. للسيد فخر الأجلة. جناب ميرزا صالح الداماد ومواساتك له. وحيوة رأسك أدامها الله تعالى أن جموعاً من الفاطميين المتضرعين وجماعات من الفاطميات الباكيات. داعون وداعيات لجنابك تحت القباب المنورات. فوالله إن قضية هذا الرجل المكرام. لدى ذوي الأفهام. حيث نسب إليه أبناء بلدته قرية. وذاته عما عزى إليه بريئة بغير مرية. وكيف لا وإذا أسفر صبح المشيب فقد هوت أنجم الهوى. ووهت حبال الصبى. مع أنه من أجلة العلماء الفضلاء. ومن البيت الذي يلوذ به الناس إذا شملهم البلاء. هيهات ذاك دم ضيعه أهله. ثم أن الوزير الأعظم الذي هو ابن عمه في النسب. ويليق أن يقال فيه بحسب الحسب:
متوج بالمعالي فوق هامته ... وفي الردى ضيغم في صورة القمر
قد غفل عن أحوال السعادة الأوغاد. وما جبلوا عليه في الجوالق من الفساد. آه آه) فرب جذوة نار أحرقت بلداً (. سبحان الله إن بعض الناس كالغذاء النافع. وبعضهم كالسم الناقع. ثم أن هذا السيد الأجل الأعلى. وإن كان ممن يرى أن الصبر عند الصدمة الأولى. إلا أنه لا بد أن تكون السادة العظام. والقروم الفخام من ذراري الآل الكرام. والسلام عليكم ورحمته وبركاته انتهى.
) وكتبت لولدي النجيب محمود بك أفندي بن المرحوم داود بك (وقد جاءني منه كتاب تركي العبارة من طرابلس الغرب. يرحب بي فيه ترحيب من حب بمن حب. ما نصه: بينا أناجي الهم. وقد غم هلال السرور لتكاثف غيم الغم. إذ ورد علي ما سرني. وسرى ما أنا فيه من العنا عني. وجعلني أسرح وأمرح. وأجر ذيل الرضى في رياض المسرة وأفرح. وذلك كتابك يا من هو لدي. كروحي التي بين جنبي. ويا لله تعالى دره من كتاب مغرب. لقد اطلع شمس البلاغة بعد الأفول من المغرب. وهذا لعمري هو الإعجاز. الذي يقعد صدور المنشئين على الإعجاز. وقد لثمته وعينك ألفاً. وتمثلت بمحياه بعد أن تأملته حرفاً حرفاً. حيث بشرني بعافيتك. وحسن حالك في محل إقامتك. ثم أني رفعت أكف الابتهال. وحططت رحال الرجاء في رحاب التسآل. ودعوت الله تعالى أن يرجعني وإياك إلى مدينة السلام بسلام. ويمن سبحانه علينا برؤية أحبة هي في أعين المنى ألذ من طيب المنام. فالغربة على العلات تشق على أبناء الشرق. وهي عليهم ونور الأنوار في الغرب أشق. والفرق بين الجهتين. كما بين المشرقين والمغربين. ولكثرة ما للشرق من المفاخر. لا ترحل عنه مواكب الكواكب إلا بقاسر. أسأل الله تعالى لي ولكم العود إليه بالخير. مدفوعاً عنا وعنكم كل ضيم وضير. وأرجو من أياديك. ونجابة جمعت فيك. أن تبلغ دعائي حضرة أفندينا ولي النعم. أحمد الأفعال وفي الذمم. حفظه الله تعالى من كل ألم ألم. بحرمة الحبيب الأعظم. صلى الله تعالى عليه وسلم. هذا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إلى غير ذلك من مراسلات تزري بدراري الأفلاك. وتهزأ وحق لها بدرر الأسلاك. حسدني عليها الزمان فسرقها. وعدا ظلماً وعدواناً على جملة منها خبأتها في حافظتي ففرقها. ولعل فيما غفل عنه للكتاب مقنعاً. ولصرح تنزه ذوب الألباب مربعاً.) وقد أجزت هناك (جملة من الإمجاد. فازوا بالحظ الأوفر من سهام الاستعداد. وحررت لهم عدة إجازات. إلا أن الزمان فعل بها نحو ما فعل بالمراسلات. فلم يبق منها إلا ما هو أقل من إنصافه. مع ساداته الأجلة وأشرافه.
فمن ذلك إجازتي في تفسير البيضاوي لحمامة مدرسة اللآلئ. أخي السيد عبد الرحمن أفندي الأجه لي. وهي: بسم الله الرحمن الرحيم