من العبد الفقير إلى اللطف القدوسي. أبي الثناء شهاب الدين محمود الشهير بابن الآلوسي. أخذ الله تعالى بيده وجعل سبحانه يومه حاسداً لغده. إلى حضرة واحد عصره. وثاني وسادة الإفادة في مصره. ذي النفس العصامية. والغيرة الفاروقية. رحلة المستفيدين. علم الهدى الشيخ عصام الدين. نفس الله تعالى كربته وطهر من رجس الرفض بلدته. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.) وبعد (فإني أحمد المولى. جميل ما أولى. وأشكره عز وجل على أن وصل إلي كتابك. فحصل لي به من السرور ما حصل. بيد أنه أفادني مزيد اكتئابك. وضيق صدرك مما حل في هذا الزمن في فسيح رحابك. وطلبك الهجرة. لعلك تحظى بما يكون لعينيك قرة. وقد كتبت تستشير في ذاك. تستعين على ما فيه دفع إذ ذاك. فيا مولاي لا يخفاك أن الدنيا قد هيأت رحال مطايا الارتحال لتذهب. بل قد وضعت إحدى رجليها في الركاب ورفعت الأخرى لتركب. وقد غصت الأرض بالمظالم. وعضت الحوادث كل من في هذا العالم من عالم. فلا تكاد ترى عالماً سلمت له ديانته سالماً منها. ولا أرضاً وحق من دحاها خالية عنها. وإلى الله تعالى المشتكى. وهو حسب من توكل عليه وكفى. وقد عرضت كتابك على جملة من رجال الدولة. فلم أجد فيهم من له في قضاء مصلحتك صوله. حيث أنهم يدعون أن الروابط بين الدول اليوم تأبى مرامكم. وتحظر أن تتركوا ولو بلغ السيل الزبى مرامكم. فلست أرى لك يا سيدي سوى الصبر. والتضرع إلى الله تعالى أن يمن على أهل السنة بالتأييد والنصر. وأن أبيت إلا الهجرة. فلتكن إلى ما قرب إليكم من البلاد الإسلامية. ومتى حللتم فيها فتوسطوا بواليها في العرض لكم إلى الدولة العلية. وأما الهجرة إلى داء السلطنة إسلامبول. فأراه شاقاً عليكم ومع شق الأنفس قد لا يبلغ المأمول. والأمر إليكم. وسلام الله تعالى عليكم ومع شق الأنفس قد لا يبلغ المأمول. والأمر إليكم. وسلام الله تعالى ورحمته وبركاته عليكم. هذا والتفصيل طويل. وحسبنا الله ونعم الوكيل. انتهى.
وكتب لي سنان الشريعة وسيف الدين. القاضي الخربوتي قاضي بغداد سنة ألف ومائتين وثمان وستين.) غب التفحص (عن تلك الذات. التي هي منبع الفضل ومظهر الكمالات. هو أن الداعي منذ عزم على التوجه إلى بغداد. لم يزل منشرح الخاطر مسرور الفؤاد. طمعاً بمسامرة ذلك العلم المفرد. والمولى الذي على فضله كل الخناصر تعقد. فلما تعذر حسب الإرادة تلاقينا. عند قرب تدانينا. واعترض عائق الزمان دون ذلك الأمل وقد عارضنا من أمم. وصار أدنى من يد لفم. دامت نفوسنا بحمد الله تعالى في المقاصد والأغراض. متلاقية على موارد الإخلاص والأمحاض. حتى وردت إلى بغداد فرأيته بلداً عاطلاً بغيبته. محتاجاً للتحلي بأوبته. عامراً به وأن خلا عنه وعن سواه. خراب منه وإن جمع العالم إلا إياه. ولم أر فيه من أتقلد من ألفاظه الدر النظيم. كما عهدته من حضرة ذلك المولى الكريم. فلا زلت أترقب من ذاته العلية موارد الأخبار. وهو سلمه الله تعالى لا زال يهدي إلى رقائق تسليمات هي ألطف من الطل في وجنات الأزهار. والآن حيث أعيتني الأشواق. وأضرت بي لواعج الأتواق. بادرت إلى تحرير ليكون لي في الجملة من جوابه تسلية لي عن ذلك الجناب الخطير. العديم النظير. وها أنا قد أرسلته. وإلى جنابه السامي قدمته. لدي شرف الوصول. المرجو والمأمول. أن يمن علينا بمكتوب. جالب لأفراح القلوب. وأن لا يخرجنا من الخاطر العاطر. والفكر المنير الزاهر. على الدوام سلمه الله تعالى وأبقاه. ومن علينا برؤياه. آمين انتهى.
) وكتب لي (العالم السديد. والعليم المديد. ذو الخلق الرندي. أقا ملا الشيرواني الدربندي. متشكراً لي على ما كان مني في حق الكريم الماجد. السيد صالح الكربلائي الشهير بالداماد إذ كان مغرباً في آمد. ومستنهضاً لي على الشفاعة في استرداده. إلى وطنه وأهله وأولاده. ولم أكتب له في جوابه كتاباً. حيث لم أجد لما رامه مني باباً: بسم الله الرحمن الرحيم