حقيقة العرفان ذاك. فخذ فقد قلنا لك هاك. وكتب في إمضائه أفقر الورى. أبو بكر النقشبندي المتجلي المجددي. انتهى بتغيير تيسير. ارتكبه القلم إذ رأى أن فهم الأصل عسير. وقد بقي لك ما تجيل فيه قداح فكرك. وتقدح منه ما توقد به ذبالة مصباح مشكوة سرك. وإذا لم تفهم مثلي منه شيئاً فاتهم نفسك. وعب حسك وحدسك. فكلام العارفين خالٍ عن العيب. وماذا يقال في كلا. من لا يرضى إلا الحديث عن غيب الغيب. فاعلم ذاك والله تعالى يتولى هداك.) وكتبت (في الجواب. عن ذلك الكتاب ما نصه: حضرة دليل السالكين في الحضرات الخمس. ومبري عليل الناسكين. بإذن الله تعالى من أمراض النفس. واحد عصره في مصره. والثاني ركبة الإرشاد على سجادة ذكره وذكره. سيدي وسندي. الحاج الشيخ أبو بكر أفندي. لا زلت كارعاً من زلال توجهاته. رابطاً قلبي برابطة الإخلاص في موالاته) وبعد (فقد شرفني كتابك. وسما بي إلى أسمى شرافات الفخر خطابك. فأردت أن أجاري ما حررت. فرجفت فرائص قلمي فما قدرت على أداء ما قدرت. خشية من قوم استغنوا بوشل الظاهر عن مثعنجر الباطل. وتعوضوا ويا حسرتا عليهم عن العذب الزلال بالإجماع الآجن. واحولت أعينهم فحسبوا الواحد اثنين. وحجبهم تراكم الغين عن مشاهدة العين. ومرت أفواههم من مرة محبة البيضاء والصفراء. فظنوا الحلو مراً. وانتكست عقولهم من عواصف الشهوات والأهواء. فأدركوا الخير المحض شراً. وصمت أسماعهم بأنامل الحسيات. فأنى يسمعون رنات رباب التجليات وهيهات هيهات. على أني وإن لم أكن والحمد لله تعالى من أولئك. لكني لم أسلك فيما سلكت من قويمات المسالك. فأنت اليوم. من أكابر القوم. قد عرفت الحقيقة. وغرفت من بحار الشريعة والطريقة. فكيف يصل إلى حقيقة ما وطنت به عقلي. وهو مما لا يكاد يفهمه سقيم الحواس مثلي. ومع هذا كله قد كدر قليب قلبي دلاء كرب الغربة. وشغل ذهني بلاء ما عزمت عليه بتوفيق الله تعالى من الأوبة. فأمدني) أمد الله تعالى عمرك (بهمة قلبية. وروحني بأنفاس زكية من نفس قدسية. وأشكر نيابة عن داعيك. والفاني حباً فيك. حضرة نامق باشا الوالي المشير. كان الله تعالى له في الإقامة والمسير. فقد نلت ببركة جدي حبيب الله تعالى الأعظم. صلى الله تعالى عليه وسلم. ثم بمدخليةٍ ما من المشير المشار إليه. أكمل الله تعالى نعمته عليه. بعضاً مما خدت إليه بعملات آمالي. من حصول ما أتعيش به مع أدام القناعة أنا وعيالي. وأنا داع له في فروق كما كنت داعياً في العراق. وإن كان قد داف لي شهدة هاتيك المدخلية بالمر الذعاق. وهو أعرف بما كان منه عفا الله عز وجل عنه. وأرجوك ألا تشير له بشيء مما أشرت به لك. أدام الله تعالى على مخلصك فضلك. هذا وجميع تلامذتك يقبلون قدميك. وسلام الله تعالى ورحمته وبركاته عليك.
) وجاءني (من نخبة علماء الزمان. ومن خلقه ألذ من الماء البارد على قلب الظمآن. صاحب الرسوخ والتمكين. علم الهدى الشيخ عصام الدين. كتاب أرسله إلي من صاوغ بلاغ وأبلغني فيه مرامه أي إبلاغ. وقد عرضته على رجال ذلك المغني. فضاع وما ضاع حساً ومعنى. فكتبت له: بسم الله الرحمن الرحيم