ثم إنا بعد يومين أو ثلاث. سرنا من الجزيرة مع أصحابنا الدماث. ولم نزل في حل وترحال. ومسالمة سهول ومحاربة جبال. حتى أمطنا غبار العناء. براحة الحلول في) آمد السوداء (. قال في اللباب هي بمد الألف وكسر الميم وفي آخرها دال مهملة مدينة من الإقليم الرابع من ديار بكر وهي على غربي دجلة كثيرة الشجر والزرع. قال ابن حوقل وعليها سور في غاية الحصانة. قال المعاصر الشيخ رفاعة المصري في التقريبات الشافعية يظن أنه من بناء الرومانيين وأهلها أربعون ألفاً منهم نحو عشرين ألفاً نصارى) وأقول (أنها تشتمل على جوامع نفيسة ومدارس لكنها لخلوها عن التدريس غير أنيسة وطولها على ما في كتاب الأطوال) سرك (وعرضها) لزج (وفي الرسم طولها) سزن (وعرضها) لزنيب (وفي القانون طولها) لزل (وعرضها) لزمة (وفي المقاصد العوالي طولها) عج (وعرضها) م (ولعله المعول عليه وقد اعتبره من الجزائر الخالدات دون ساحل أوقيانوس) وفاتحها (أبو عبيدة رضي الله تعالى عنه واشتهرت بديار بكر وهو في الحقيقة اسم لذلك القطر الذي هي فيه وسمي به لأنه كان ينزله بكر بن وائل بن قاسط بقومه وفي التقريبات ربما سميت أيالة بكر باشوية بغداد وكانت أيالة الجزيرة وديار بكر وهي ما بين دجلة والفرات تسمى عند اليونانيين) ميشوبوتاميا (وفي نشوة المدام. ما يتعلق أيضاً بهذا المقام. فارجع إليه إن أردته) وسألني (بعض مدرسيها المشهورين بين أهاليها عن قول العلامة البيضاوي. فإن مجرد الكف لا يوجب نفي التعرض في تفسير قوله تعالى في سورة النساء فإن لم يعتزلوكم الآية. فذكرت له ملخص ما ذكره في رسالة مستقلة الفاضل سليمان أفندي ابن الحاج أحمد المدرس بالمدرسة الشعبانية. المشروطة للغرباء في حلب المحمية. ثم أخرجت لهم الرسالة فقالوا الحمد لله على الخبير سقطنا. ومن درر البحر الغزير التقطنا. فلننقل لك ملخص ذلك. مما كان هنالك. مع ما يزيدك بصيرة من عبارة البيضاوي. بيض الله تعالى غرة أحواله يوم تهوى بسود الوجوه المهاوي) فأقول (قال قدس سره. فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم بأن لم يتعرضوا لكم وألقوا إليكم السلم الاستسلام والانقياد. فما جعل الله لكم عليهم سبيلاً فما أذن لكم في أخذهم وقتلهم. ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم فإن لم يعتزلوكم ويلقوا إليكم السلم وينبذوا إليكم العهد ويكفوا أيديهم عن قتالكم. فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم حيث تمكنتم منهم فإن مجرد الكف لا يوجب نفي التعرض انتهى. فأقول قوله إن مجرد الكف الخ. تعليل لاعتبار إلقاء السلم في المفهوم المخالف من قوله تعالى فإن لم يعتزلوكم الخ. فالمعنى وإنما اعتبر إلقاء السلم في المفهوم المخالف لأن مجرد الكف لا يوجب نفي التعرض لا من جهتهم لإمكان تعرضهم باللسان وغيره ولا من جهتنا وهو ظاهر وإذا لم يوجب مطلقاً فاعتبر إلقاء السلم في هذا القول فإن مجرد الكف والاعتزال وعدم القتال لا يوجب نفي التعرض وإذا لم يوجب فاعتبر إلقاء السلم في هذا القول وفيه بعد ما لفظاً بخلاف الأول وكلا الوجهين إذا كان قوله تعالى ويكفوا معطوفاً على النفي وتوجه النفي إلى الجمع كما هو الظاهر. ويمكن أن يكون معطوفاً على النفي ويتوجه النفي إلى الأولين فقط لا إليه ويكون المتوجه إليه هو الشرط المتوجه إليهما وسقوط النون لذلك ويكون المعنى فإن لم يعتزلوكم اعتزالاً كلياً ولم يلقوا إليكم السلم بل اعتزلوكم اعتزالاً جزئياً ويكفوا أيديهم عنكم فخذوهم الخ. فإن مجرد كف اليد لا يوجب نفي التعرض وإذا لم يوجب فخذوهم واقتلوهم فهو تعليل للتالي في الشرطية الثانية ولعل هذا أقرب لفظاً ومعنىً ويؤيده تأخير قوله تعالى ويكفوا عن قوله سبحانه ويلقوا مع أن مقتضى الظاهر والمناسب لترتيب أجزاء المقدم في الشرطية الأولى تقديمه عليه فتأخيره عنه والعدول عن مقتضى الظاهر يشعر بعدم توجه النفي إليه ويؤيده أيضاً أن السبب في نفي التعرض لهم مجموع أمرين. أحدهما اعتزالهم المراد بعدم قتالهم وكف أيديهم عن المسلمين. وثانيهما إلقاؤهم السلم إليهم كما هو المفهوم من الشرطية الأولى وإذا كان كذلك فانتفاء أحدهما يكفي في انتفاء نفي التعرض ولا حاجة إلى انتفاء الآخر وإلا يلزم الواسطة وتفوت المقابلة فافهم وإنما قلنا فالمعنى فإن لم يعتزلوكم اعتزالاً كلياً لقرينة المقابلة وليكون رفع إيجاب كلي فلا