خشب فاحترقت ثم أعيدت من حجر وهي اليوم جامع. للمحاسن جامع. لا يحيط بوصفه نطاق الألفاظ. ولا يشرح حاله إلا ما يسرح فيه من عبارات أشعة الألحاظ. ما إيوان كسرى إلا زاوية من زوايا فيه. ولا منارة جامع الخلفاء إلا سارية من سواريه. وبالجملة هو آية. وفي الغرابة نهاية. لا زال معبداً للإسلام. إلى يوم القيام. ثم أن القسطنطينية على شكل مثلث فالزاوية الأولى منه فيما بين الشرق والجنوب قريبة من الشرق والزاوية الثانية فيما بين الغرب والشمال قريبة من الغرب والزاوية الثالثة فيما بين الشرق والشمال قريبة من الشمال والضلعان اللذان أحدهما من الزاوية الأولى إلى الزاوية الثانية وثانيهما من الزاوية الأولى إلى الزاوية الثالثة في البحر وأما الضلع الذي هو من الزاوية الثانية إلى الزاوية الثالثة ففي البر. ومقابل القسطنطينية في الجانب الشرقي الشمالي من البر الآخر قرية متوسطة في الصغر والكبر تسمى) غلطة (وقد تسمى) غلتا (وهي عامرة آهلة وبينها وبين القسطنطينية خليج دقيق عرضه قدر ميل وعليه ثلاثة جسور) الجسر الأول (أنشأه في سبيل الله تعالى المرحوم السلطان الغازي محمود خان. أوصله الله تعالى على جسر رحمته إلى رياض الجنان) والجسر الثاني (أنشأه ولده الموفق السلطان عبد المجيد خان. دام ملكه ثابت الأركان ما دام الدوران. وأوقفه على دار الشفا. فهو يستغل ممن مر عليه منتعلاً أو ذا حفا. وتصرف غلته على مرضى المسلمين. من الفقراء والمساكين) والجسر الثالث (اشترك في إنشائه وأنا هناك ذوو الأموال. من تجار الدولة العلية والرجال. فجعلوا يستغلونه. إلا أنهم يشتكون من قلة نفعه ويستقلونه. وبين الأول والثاني. قريب من ألفي ذراع عثماني. وبين الثاني والثالث ما يزيد على ذلك. ويختلف الأمر حسب اختلاف المسالك. ويمتد ذلك الخليج حتى يتجاوز الزاوية الثالثة للقسطنطينية وإذا جاوزها بمقدار يسير فهناك قبر خالد الشهير) بأبو أيوب الأنصاري (الذي أضاف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم شرف المدينة المنورة جاء غازياً مع يزيد اللعين وتوفي ودفن هناك وأظهر قبره السلطان محمد الفاتح عليه الرحمة ودله عليه كشفاً آق شمس الدين قدس سره وكشف القبور مما يقع لأصاغر السالكين. فضلاً عن أكابر الأولياء الكاملين. ونفحة ليلى تدل عليها. وتهدي قلوب الأحبة إليها.