للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعطرت هناك أردان وحدتي. بنفحة رسالة ذكرت فيها إلى الريحانتين نسبتي. مع ذكر نسبة آخرين. غدوا في البلاد متفرقين. وبعد عدة أيام دخلت القسطنطينية. وبلغت من الحلول فيها الأمنية. وهي بضم القاف وسكون السين المهملة وفتح الطاء الأولى وقد تضم وبعدها نون ثم طاء مكسورة وبعدها ياء ساكنة ثم نون بعدها ياء مشددة وقد تسقط هذه الياء فيقال قسطنطينة. قال الشيخ رفاعة في التقريبات الشافية لمريد الجغرافية كانت هذه المدينة في سالف الأعصر قرية من قرى طراسة التي هي الآن روملي وكانت تسمى ليغوس ثم صارت بعد نزول قبائل اليونان تسمى بيزنطيا) ولما (صارت تحت مملكة الرومانيين سمين نيي روما أي رومة الجديدة ثم أبدلوا هذا الاسم بالقسطنطينية. وفي كتب تواريخ المسقو تسمى زرغورود يعني المدينة الملكية والبلغار والأولاف يسمونها زرعوراد وأهل جزيرة أسلندة والسكندناوية كانوا يسمونها في القرن العاشر من تاريخ الميلاد مكلا غرد أي المدينة الكبيرة) وأما إسلامبول (فلفظ مركب من كلمة يونانية وكلمة عربية والمراد مدينة الإسلام انتهى. وفي القاموس أنها تسمى بوزنطيا وفي موضع آخر منه أنها تسمى فروق أيضاً. وذكر ماغريفوريوس في مختصر الدول أن قسطنطينوس قصر القاهر ملك اثنتين وثلاثين سنة وفي السنة الثانية له ملك على الفرس ابور بن هرمز واستمر تسعاً وستين سنة وفي السنة الثالثة بنى لبوزنطيا سوراً وزاد في ساحتها أربعة أميال وسماها قسطنطينية ونقل الملك إليها. وفي السنة السابعة استعد لغزو مكسانطيس بن بنت يوز فيلطيانس لأنه لم يبايعه وغلب على رومية وكان قسطنطينيوس يفكر إلى من يلجئ أمره في هذا فبينما هو كذلك رفع رأسه إلى السماء نصف النهار فرأى راية الصليب في السماء مثل النور وقد كتب فيها بهذا الشكل تغلب فصاغ له صليباً من الذهب وكان يرفعه على رأس رمح ثم أنه غزا رومية فخرج إليها مكسانطيس فوقع في نهر واختنق وافتتح قسطنطينيوس مدينة رومية وبنى في القسطنطينية بيعة عظيمة وسماها أجياسوفيا أي حكمة القدوس. وفي أيامه حاصر سابور مدينة نصيبين ثلاثين يوماً وبدعاء أسقفها مر يعقوب وتلميذه مارا فريم رحل عنها خائباً ومات قسطنطينوس سنة اثنتين وأربعين وستمائة للإسكندر يوم الأحد لثمان بقين من أيار وكان قد قسم ملكه بين بنيه الثلاث فأعطى ابنه الكبير المسمى قسطنطينوس مصر والشام وما بين النهرين وأرمينية وأعطى ابنه الأوسط المسمى قطنطيس مصر والشام وما بين النهرين وأرمينية وأعطى ابنه الصغير المسمى قسطوس رومية وسفاينا وما يليها من ناحية المغرب ووقع بين هذا والكبير حرب فقتل الكبير في ذلك الحرب. وكان له ابنان غالوس ويوليانس فنصب صاحب مصر غالوس على القسطنطينية مكان أبيه فعصاه فسير عليه جيشاً عظيماً فقتله ونصب أخاه يوليانس مكانه وبعد قليل قتل قسطوس صاحب رومية ومات قسطنطيس صاحب مصر والشام فاستقل يوليانس بجميع الممالك انتهى. وفي القانون المسعودي أنه بنيت بوزنطيا في أيام سنحاريب الصغير من ملوك بابل لأربعة آلاف وثمانمائة وتسع وأربعين سنة من لدن آدم عليه السلام وجاء قسطنطينوس المظفر ولد امرأة اسمها هيلالي لخمسة آلاف وثمانمائة وعشرين سنة من لدن آدم عليه السلام وتنصر ولثلاث من ملكه بنى سوراً لقسطنطينية وانتقل إليها من رومية. ومن لدن آدم عليه السلام إلى الهجرة النبوية على مهاجرها أفضل الصلوة وأكمل التحية ستة آلاف سنة ومائة واثنتا عشرة سنة انتهى. وعليه فبين بناء القسطنطينية والهجرة ألف ومائتان وثلاث وستون سنة وبين بناء سورها والهجرة مائتان وإحدى وثمانون سنة. ونقل عن التاريخ الكامل لابن الأثير أن الملك قسطنطينوس لما بنى مدينة قسطنطينية سماها استنبول ومعناها بلغتهم دار الملك انتهى. والمشهور أنه سماها بالقسطنطينية. وفي التقريبات الشافعية أن الملك يستنبان بنى فيها كنيسة في القرن السادس قبل الميلاد وهو قرن ولادة المصطفى صلى الله عليه وسلم فاشتهرت عند العامة باسم بنته صوفية. فلما فتحت إسلامبول بالإسلام جعلوها مسجداً وسموها أيا صوفيا انتهى. ولعل هذا أقرب إلى التحقيق وأيا بفتح الهمزة والياء بعدها مخففة ومعناه على ما سمعت خانم أي سيدة جليلة كقولهم خاتون وهذه الكنيسة على ما رأيت في بعض الكتب معمارها من أهل بابل فإن الحضارة فيهم أقدم وأتم وسمعت أنها كانت من

<<  <   >  >>