للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وذيلها الحافظ ابن حجر. بأبيات أخر. ولا حصر عنده بسبعة كما صرح بذلك في أماليه. وفي رسالته التي سماها معرفة الخصال. الموصلة إلى الأظلال. وأنهى السخاوي والجلال السيوطي فيما ألفاه في ذلك تلك الخصال إلى تسعين خصلة ولذا قيل العدد في الخبر السابق لا مفهوم له فليحفظ. وهذا استطراد فلنكتف بهذا المقدار. مخافة الملل من الإكثار. ولم أبق في توقات سوى ليله. لما أني رأيت من أهلها حشفاً وسوء كيله. ولم أزل في عروج على معارج الجبال إلى النجوم. وهبوط في مدارك الأودية إلى التخوم. فما أتيت) سامسون (. إلا بعد أن كادت تصفق على الأحبة صفقة المغبون. وهي بالسين المهملة ثم ألف وميم وسين ثانية وواو ونون مدينة من السادس من سواحل الروم. وهي فرضة مشهورة قال في تحفة الآداب سميت بسام ابن نوح عليهما السلام. وفي جهان نما بدل السينين صادان والعامة يسمونها صمصوم بصادين مهملتين بينهما ميم وبعد الثانية واو بعدها ميم. قال ابن سعيد هي على شرقي نهر يخرج من عند أماسية ويمر حتى يصب في البحر عند سامسون. وقال غيره لها قنى وعليها بساتين وهي في وطاءة والجبل من جهة الجنوب منها متصل شرقاً وغرباً بساحل البحر وهو البحر الأسود ويسمى البحر الأزرق وبحر القرم ويقال له في القديم بحر نيطش بنون مكسورة ثم ياء مثناة تحتية ساكنة ثم طاء مهملة مكسورة ثم شين معجمة وفي مختصر معجم البلدان لصفي الدين عبد المؤمن ما يستفاد منه أنه بنطش بباء موحدة ثم نون ساكنة بعدها طاء مهملة اكنة وآخره سين مهملة. وحكى صاحب الأصل ياقوت الحموي أنه كذا وجده بخط أبي الريحان وهو يبتدئ من طرف بلاد الترك في الشمال ويمتد إلى ناحية الغرب والجنوب ويتضايق حتى يصب في بحر الروم ويكون خليجاً في مصبه وهو خليج القسطنطينية وله جرى ما يظهر هناك ولا يكاد يدرك سبب ذلك إلا بحراً في العلم مديد وهو أشد خطراً من بحر الروم الذي يصب هو فيه) وطول سامسون (على ما قال ابن سعيد) نطك (وعرضها) مويح (. ومن العجب أن حماماتها مربع للولدان. ومرتع للغزلان. إلا أن معظم أهلها ذياب. وأكثر أهل السوق أجلكم الله تعالى كلاب. وقد) سألني (عن عدة مسائل بعض الأخيار. من أهمها الجمع بين حديثي أطفال المشركين في الجنة والوائدة والموؤدة في النار. فقلت أن الإمام النووي عليه الرحمة في شرح مسلم قال في حديث الوائدة معنى الوائدة والموءودة في النار. القابلة التي كانت تستر الولد في الأرض والموءودة لها وهي أم الولد في النار. وبهذا يتجلى الغبار.) ثم إنا (ركبنا البحر الأسود لطلب العيش الأخضر. وأذاقه البدو الأزرق طعم الموت الأحمر. فقاسيت من أهواله ما يذيب المهج. وحدث عن البحر ولا حرج.

البحر صعب المذاق مر ... لا رجعت حاجتي إليه

أليس ماء ونحن طين ... فما عسى صبرنا عليه

وجعلت نفسي تلوم. وتتمنى لو بقيت في صمصوم. فقلت لها دعي اللوم. وعي قول لابنة القوم:

وقائلة أراك ركبت بحراً ... يشيب فذال قلبك من كروبه

وتهرب فلكه شرقاً وغرباً ... وترهب من صباه ومن جنوبه

فقلت دعي الملام فقد دعتني ... نوازل يا أميم إلى ركوبه

) ثم أني (لم أزل أذكرها يوم اتهم الهم بها وانجد. حتى أنسيتها ما نزل بها من الموت الأحمر الأسود. فتركت عذلي. وعدت أطوع إلى من ظلي.) وفي اليوم الرابع (لثمت شفاه العيون ثغر القسطنطينية. وشربت أفواه القلوب خمر السرور بجام رؤية قصورها العلية. وريثما انسابت سفينة الدخان في الخليج سكن اختلاجها. وانجلى عن أفق سمائها دخان أحشائها وعجاجها. ثم أخرجت أثقالها. كأن ربك أوحى لها. فصدر الناس عنها أشتاتاً. بعد أن كانوا فيها أمواتاً. وصدرت أنا إلى بيت) حمدي باشا (. فوردت فيه من حياض الراحة ما زادني انتعاشاً. وكان ذلك البيت الأجل عند الساحل. في محل يسمى جنكل. وهو بمرأى من القسطنطينية ومسمع. ومقعد بين شعبها الأربع. فبقيت هناك مدة. قعيد مخدرة الوحدة.

فلا صديق إليه مشتكى حزني ... ولا أنيس إليه منتهى جذلي

<<  <   >  >>