للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم يمتد إلى الشمال والشرق حتى ينتهي إلى قرية يقال لها) كاغد خانة (وهي من المتنزهات المشهورة والخليج بعد أن يتجاوز قبر أبي أيوب رضي الله تعالى عنه يدق جداً وفي جهة غلطة الطوبخانة والترسخانة وربما يقال لها الترسانة وعندها مرسى السفن واللفظان أخذهما سكان هاتيك الأرجاء. من لفظ المرسى لكن غرقوا في لجة الغلط كما لا يخفى ومقابل القسطنطينية من البر الآخر الشرقي) أسكدار (وهي فرضتها من البر الشرقي وهي أيضاً عامرة آهلة أهلها نحو ثلاثين ألفاً أو يزيدون. وسور القسطنطينية مرتفع في الجملة وقد أحدثت بيوت بينه وبين البحر وله اليوم وله اليوم على ما في التقريبات ثمانية وعشرون باباً أربعة عشر منها من جهة خليج غلتا وسبعة من جهة البر ومثلها من جهة بحر مرمرا وأنا لم أحقق ذلك لكن أعلم يقيناً أن أبوابه بضع عشر باباً والمدينة عبارة عن ستة أو سبعة تلول وفي طرقها كثير ارتفاع وانخفاض ويقولون للطريق المرتفع) يوقش (واليوقشات المشهورة نحو أربعين والطرق المشهورة تزيد على مائة وثلاثين. والجوامع والمساجد التي فيها وفي ساحلها نحو أربعمائة وخمسة وعشرين وقال الشيخ رفاعة في التقريبات هي نحو ستمائة وقال فيها أيضاً فيها خمسمائة وثماني عشرة مدرسة وخمس وثلاثون مكتبة ومائة وثلاثون حماماً واثنتان وعشرون كنيسة. وأهلها قيل أربعمائة ألف وقيل مائتا ألف وثلاثون ألفاً وبعضهم أدخل أهل غلتا وغيرها وجعلهم ستمائة ألف وقيل هم خمسمائة ألف وسبعة وتسعون ألفاً وقيل سبعمائة ألف وقيل خمسمائة ألف وتسعون ألفاً وصحح بعضهم أن أهلها ستمائة ألف وسمعت هناك أن مجموع أهلها وأهل غلتا وأهل أسكدار ومن في الساحل ألف ألف وفيهم كل صنف من الناس. وقد عد أهل إيران الذين يتجرون فيها فبلغوا ثلاثين ألفاً فما ظنك بالنصارى والإفرنج على اختلاف أصنافهم. ومعظم بيوت البلد من أخشاب وما كان منها من حجر قليل جداً وقلما تجد فيها بيتاً ليس له كوى على البحر أو على الطريق وأنا لم أر ذلك وفي طرقاتها مواضع كثيرة معدة لمياه عذبة يشرب منها أبناء السبيل والماء يأتيها من خارجها ويقل بقلة المطر ويكثر بكثرته. وفي كثير من بيوتها أماكن معدة يدخرون فيها ما يسيل من سطوحها أيام المطر من المياه وقد يجتمع في ذلك المعد ما يكفي أهل سنة من مياه الأمطار. وفي الساحل مما يقرب منها عيون قليلة جداً ماؤها في غاية اللطافة والعذوبة يشبه ماء دجلة المصفى أو أحسن منه لكن لا يبل غليله منه بعض الفقراء. وإذا جمع جميع مياه القسطنطينية الداخل والخارج لا يبلغ قدر ماء نهر الخالص من أنهر بغداد وفيها مكاتب للفنون نفيسة. ومشاهد للسلاطين أنيسة. وإذا رأيت مدفن المرحوم السلطان الغازي محمود خان الثاني حسبته بيضة نعامة كبيرة حيث أنه بني من المرمر الأبيض ويصرف فيها لا سيما في رمضان من الزيت للقناديل ونحوها ما لو جمع لكان كنهر الدجيل وقد حققت أن الزيت الذي يشعل في جوامع السلاطين في رمضان ثمانون ألف حقة كل حقة أربعمائة درهم. وأكثر جوامعها مما لا نظير له في بلدة من بلاد الإسلام على التحقيق وكذا أسواقها. وفي حماماتها وخاناتها قولان الثاني أن حمامات دمشق الشام مثل حماماتها أو ألطف. وخانات حلب مثل خاناتها أو أظرف. وأنا لا أظن ذلك وإن اشتهر ويكثر فيها الحريق وذلك لأمر ما يريده الله تعالى ولا يبعد أن يكون ذلك من إصابة عين. ولولا ذلك لكان لبيوتها سقف من فضة أو لجين. وليس ذلك لكون بيوتها من خشب. إذ كثير من البلاد بيوتها كذلك ولا يكثر ككثرته فيها الحريق واللهب. وفيها عمد قديمة أعجبها عمود قريب من باب جامع السلطان أحمد منحوت من حجارة واحدة صنوبري الشكل مخروطية قائم على أربعة أثافي من نحاس مكعبة ارتفاع الأثفية نحو شبر وقد وضعت على بنية مكعبة ارتفاعها أقل من قامة وفيها صور شتى وفي العمود نقوش يظن أنها كتابة بقلم قديم غريب وكان قبل الفتح فيها عمود أعجب من ذلك على ما يقال وهو مذكور في كتب التواريخ) وطولها (على ما في الرسم والقانون والأطوال وكتاب ابن سعيد) نط (وعرضها) مه (وفي المقاصد العوالي طولها) نطن (وعرضها) ن ها (وصحح بعضهم أن طولها) نوم (وعرضها) ماية (والصحيح عندي أن طولها) مول (وعرضها) ماها (وانحراف قبلتها إلى شرقي الجنوب كثير جداً وتكاد تكون قبلتها نصف القوس التي بين القطب الجنوبي

<<  <   >  >>