للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ونقطة مطلع الاعتدال ولم أحقق ذلك وذكر في القاموس أن فتحها من إمارات الساعة. وقد روى الإمام أحمد في مسنده والحاكم في الفتن عن أبي عبد الله بشر الغنوي وقيل الخثعمي لتفتحن القسطنطينية ولنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش لك الجيش. ولهذا الحديث جهد قوم في فتحها وأول من غزاها يزيد اللعين في زمن أبيه رضي الله تعالى عنه فأبى الله تعالى أن يفتحها على يديه. لعنة الله تعالى عليه) لا يقال (روى أن أول جيش يغزو القسطنطينية مغفور له فيكفي اللعين أنه أول من غزاها) لأنا نقول (قال المناوي أن يزيد بن معاوية غير مغفور له وإن كان من ذلك الجيش لأن الغفران مشروط بكون الإنسان من أهل المغفرة ولا كذلك يزيد انتهى. وغزاها مسلمة بن عبد الملك فجهد كل الجهد في فتحها فلم يفتحها الله تعالى أيضاً على يديه والقصة في أمره مشهورة وفي أكثر كتب التواريخ مسطورة) والحاصل (أن الله تعالى عز وجل أبى فتحها إلا على يد المرحوم السلطان محمد خان وجاء تاريخ فتحها) بلدة طيبة (وكذا) عون خالق (وهذا الفتح يحتمل أن يكون هو الذي من إمارات الساعة ويحتمل أن لا يكون كذلك ويكون الفتح الذي هو من إماراتها ما يقع ومن المهدي رضي الله تعالى عنه وإنكار مجيء المهدي أشبه شيء بإنكار المتواتر) نعم (لا بأس بإنكار ظهوره على الوجه الذي يزعمه الشيعة والله تعالى أعلم. وقصة فتح ذلك السلطان الموفق إياها شائعة ذائعة فلا نطيل بذكرها) ثم أعلم (أن المتقدمين من المؤرخين بالغوا في عظم هذه البلدة. وجاوزوا في الوصف حده. كما بالغوا في شأن الزوراء. في عصر الخلفاء.) وأنا أقول (غير مبالغ بمقول. أنها بلدة مونقة الأرجاء. رائقة الأنحاء.) ذات قصور تضيق عن قصورها سعة الأذهان. وتتجاذب الحسن هي وقصور الجنان. وربة رياض أريضة. وأهوية صحيحة مريضة. قد تغنت أطيارها. فتمايلت طرباً أشجارها. وبكت أمطارها. فتضاحكت أزهارها. وطاب روح نسيمها. فصح مزاج إقليمها. وليتك رأيت ما فيها من الرياض الأنيقة. والأشجار المتهدلة الوريقة. وقد ساقت إليها أرواح الجنائب. زقاق خمر السجائب. فسقت مروجها مدام الطل. فنشأ على أزهارها حباب كاللؤلؤ المنحل. فلما رويت من الصهباء أشجارها. ونحها مع النسمات المسكية خمارها. فتدانت ولا تدانى المحبين. وتعانقت ولا تعانق العاشقين. يلوح من خلالها شقيق. كأنه جمرات من آثار حريق. ويتخللها بهار يبهر ناظره. فيرتاح إليه ناظره.

<<  <   >  >>