للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

) منهم حضرة ذي الفضل الجليل الجلي. مولانا عارف أفندي (قاضي عسكر روم أيلي. ويا له من عارف ما أذكاه. ومن ذكي ما أزكاه. ومن زكي ما أفضله. ومن فاضل ما أكمله. ومن كامل ما أرفعه. ومن رفيع ما أوسعه. ومن واسع ما أصغر نفسه. ومن صغير نفس ما أكبر قدسه. ومن كبير قدس ما أكثر أنسه. ومن كثير أنس ما أدق حدسه. ومن دقيق حدس ما أعلمه. ومن عالم ما أحلمه. ومن حليم ما أكرمه. ومن كريم ما أنصفه. ومن منصف ما أعرفه. لم تر عيني شبهه في الصدور. وأظن أنه هو أيضاً مثله في سالف الدهور. لا يتأله على العلماء. ولا يطوي كشحه عن الفقراء. يراعي لذوي الفضل فضلهم. ويجهد في السعي بالخير لهم. ولا يقول لسان الحال أنا ربكم الأعلى. ولا يخطر بباله التفضل عليهم حاشا وكلا. وقد ولي القضاء العسكري غرة شهر رمضان السنة الثامنة والستين. فكانت كل أيامه أعياداً عظاماً للإسلام والمسلمين. وهو مع ذلك مفتي مجلس الأحكام. وللناس تزاحم على منهله والمنهل العذب كثير الزحام. وغانية المشيخة الكبرى تغازله. وإن شاء الله تعالى بعد العمر الطويل تواصله. فهو بعد حضرة ولي النعم. حفظه الله تعالى من كل ألم. أحق عشاقها. بأخذ ساقها. وأولى خطابها. برشف رضابها. وأليق أحبتها. بالقعود على منصتها. وما شاء الله عز وجل كان. وما لم يشأ لم يكن وإن شاء الثقلان. وللمشار إليه ولد هو كولدي عندي. يدعى سلمه الله تعالى صديق بك أفندي. قرأ علي بعض النسخ الحديثية. وحررت له عدة إجازات عليه. وكان لي صديقاً. وعلي شفيعاً. يسعى في احترامي وإكرامي. ولا سعي أخوالي وأعمامي. ويجهد في إعظامي. ولا جهد أسرتي وأقوامي. لم أر مثله في أبناء الرجال. جامعاً لأنواع الفضل والأفضال. وأنه ليشب في الفضل كل يوم من الأيام. ما لا يشبه غيره ممن يشبه به بألف عام. فكأني إن شاء الله تعالى به وهو بدر كامل. قد تبوأ من منازل السعد أشرف المنازل. وله صهر. ذو خلق أعطر من عطر. وهو فاضل أوحدي. يدعى أمين أفندي. تبوأ معه الدار. واقتدى منه بكثير من الآثار. وهو الآن من كبار الموالي. ويلوح في جبينه نور سعد عالي.

) ومنهم مولانا الذي له على حمى الأسرار إشراف. حضرة تحسين بك أفندي نقيب الأشراف (. وهو في الرتبة قبرسي. وفي الطينة ذهبي لا قبرسي. وأبوه الحاج محمد أغا من أغنى التجار. ويظن أنه جمع من الذهب الأحمر ألف قنطار. وإليه انتقلت دولة والده. وحظي بطارفه وتالده. فهو اليوم في عيشةٍ أرغد من عيشة السلطان. وراحة ما نالتها يد إنسان من أبناء الزمان. منازله تشبه منازل جنان الخلود. وجنانه لم يغرس مثلها المترفون في ساحة الوجود. وهو مع هذا يصعد النظر ويصوبه في العمل بعلم الكاف. وكان الحري به أن يستضيء من آي الكتاب بشمس أليس الله بكاف. ولكن العقل من نار الحرض فرار. ومحال أن يكون له معها في بودقة القلب قرار. وحب المرء وبغضه يقلبان لديه الحقائق. ويفسدان عليه بيض النظر في الدقائق.

فرصاص من أحببته ذهب كما ... ذهب الذي لم ترض عنه رصاص

فطوبى لعبد استغنى بإكسير القناعة. ورضي بما قسم له ولم يكشف لأحد قناعه. والمشار إليه في دار الخلافة. أحد رجال الصوفية. وله خلافة في الإرشاد بالطريقة العلية النقشبندية. وخلافته من روح جسد العرفان.) حضرة مولانا الشيخ محمد جان (. أحد خلفاء ذي المدد العلوي. شيخ مشايخنا الشيخ عبد الله الدهاوي. وكان للمرحومة والدة السلطان. اعتقاد به محكم الرابطة قوي الأركان. فكانت تتردد إليه كثيراً. وتستفيض مما أفاض الله تعالى عليه. وبذلك نال اعتباراً عظيماً وفخراً. حتى ظن أكثر الناس أنه سيصافح المشيخة الكبرى. وهو أحد أعضاء مجلس الأحكام. وله مع ذلك النظر في أموال الأيتام. فلله تعالى در همته. مع اختلال نصف بنيته. وقد جالسته كثيراً فرأيته من الأخيار. وصح عندي أنه يكرم الغرباء من سائر الأمصار. وله أبناء في غاية الكمال. كأنهم من حيث الحياء مخدرات الحجال. وهو اليوم في زمرة أرباب القلم. وفضلهم فيما بينهم كنار على علم. وله سلمه الله تعالى طبيعة شعرية. وقريحة في النظم مرضية. وقد أرسل لي أبياتاً فاخرة. فلم أدر أهي تقريظ للتفسير أم تقريظ لرسالة ألفتها في العترة الطاهرة. وهي هذه:

مفتي سابق بغداد بهشت آبادك ... شهرت شايعة سي أوج غلاية جيقدي

<<  <   >  >>