للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يا أختَ معتَنِقِ الفوارسِ في الوغى ... لأخوكِ ثمّ أرقّ منكِ وأرحَمُ

يرْنو إليكِ مع العَفافِ وعندَهُ ... أنّ المجوسَ تُصيبُ فيما تحْكُم

راعتْكِ رائِعةُ البَياضِ بعارِضي ... ولوَ انّها الأولى لراعَ الأسْحَمُ

لو كان يمكنُني سفرْتُ عنِ الصِّبا ... فالشّيبُ من قبْلِ الأوانِ تلثُّمُ

ولقد رأيتُ الحادِثاتِ فلا أرى ... يقَقاً يُميتُ ولا سَواداً يعصِم

والناسُ قد نبَذوا الحِفاظَ فمُطلَقٌ ... ينْسى الذي يولَى وعافٍ يندَمُ

لا يسلَم الشّرفُ الرّفيعُ من الأذى ... حتى يُراقَ على جوانِبه الدّمُ

الظُلْمُ من شيَمِ النّفوسِ إن تجِدْ ... ذا عِفّةٍ فلِعلّةٍ لا يظْلِمُ

ومنَ البليّة عذلُ من لا يرْعَوي ... عن جهلِه وخِطابُ منْ لا يفهَمُ

ثم هجا وقال:

يحمي ابنُ كيْغَلغَ الطّريقَ وعِرسُهُ ... ما بين رجلَيْها الطّريقُ الأعظمُ

يمشي بأربعةٍ على أعْقابِه ... تحت العُلوجِ ومن وراءٍ يُلجَمُ

وجُفونُه ما تستقرُّ كأنّها ... مطروفةٌ أو فُتَّ فيها حِصرِمُ

وإذا أشارَ محدِّثاً فكأنّها ... قِردٌ يقهقهُ أو عجوزٌ تلطِمُ

يقْلي مُفارقةَ الأكفّ قَذالُهُ ... حتى يكادَ على يدٍ يتعمّمُ

<<  <   >  >>