إذا قمرٌ منا تغوّر أو خَبا ... بدا قمرٌ في جانب الأفْق يلمعُ
وقال أبو تمام:
رأيتهُم ريشَ الجناح إذا مضت ... قوادمُ منه بشّرت بقوادِم
وحتى لا يغرَّك من البيتين المتشابهين أن يكون أحدُهما نسيباً، والآخر مديحاً، وأن يكون هذا هجاءً، وذاك افتخاراً؛ فإن الشاعر الحاذق إذا علِق المعنى المختَلس عدَل به عن نوعه وصِنفه وعن وزنه ونظمه، وعن روّيه وقافيته، فإذا مرّ بالغبيّ الغُفْل وجدهما أجنبيين متباعدين، وإذا تأملهما الفَطِن الذكي عرف قرابةَ ما بينهما، والوصْلَة التي تجمعهما، قال كثيّر: