قال أبو معاوية الأسود: إخواني كلهم خير مني، فقيل له كيف ذلك؟ فقال كلهم يرى الفضل على نفسه، ومن فضلي على نفسه فهو خير مني لبعضهم: [الطويل]
فلا نغترر بالبشرِ في وجهِ حاسدٍ ... فيردُّ ابتسامَ الثَّغر من غلظة الحقدِ
وإن مشرب السُّمِ لا شكَّ قاتلٌ ... وإن هو أحنى نفسهُ لدَّة الشهدِ
[من كتاب النساء في عيون الأخبار]
لابن قتيبة بإسناد عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه قال: خير نسائكم العفيفة في فرجها، الغلمة لزوجها.
وبإسناده عن الزبير قال: ما دفع أحد نفسه بعد الإيمان بالله، بمثل منكح صدق، ولا وضع نفسه بعد الكفر بالله، بمثل منكح سوء.
ثم قال: لعن الله فلانة ألفت بني فلان بيضاً طوالاً فجعلتهم سوداً قصاراً.
وقال رجل: لا أتزوج امرأة، حتى أنظر إلى ولدي منها، فقيل كيف ذلك؟ قال أنظر إلى أبيها، وأخيها، فإنها تجيء بأحدهما.
وبإسناده عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال ثلاث من الفواقر: جار إن رأى حسنة سترها وإن رأى سيئة أذاعها ونشرها، وامرأة إن دخلت لسنتك، وإن غبت عنها، لم تأمنها وخانتك، وسلطان إن أحسنت لم يحمدك، وإن أسأت قتلك.
قال خالد بن صفوان: من تزوج امرأة ليتزوجها عزيزة في قومها، ذليلة في نفسها، أدبها الغنى، وأذلها الفقر حصان من جاراها، ماجنة على زوجها.
وقال خالد بن صفوان: اطلب لي بكراً كثيب، أو ثيباً كبكر، لا ضرعاء صغيرة، ولا عجوزاً كبيرة، لم تنفر فتحنن، ولم تفتل فتمتحن، قد عاشت في نعمة، وأدركتها حاجة، فخلق النعمة معها، وذل الحاجة فيها.
وقال آخر: يعني امرأة لا تؤهل داراً، ولا تؤنس جاراً، ولا تنفث ناراً، يريد بذلك أن لا تجعل لدارها آهلة بدخول الناس عليها، ولا تؤنس الجيران بدخولها عليهم، ولا تنم، وتغري بين الناس، أنشد ابن الأعرابي: [الطويل]
إذا كنت تبغي أيِّماً بجهالةٍ ... من النَّاس فانظر من أبوها وخالها
فإنّهما منها كما هي منهمُ ... كقدك تغلاً أو أريد مثالها
ولا تطلب البيت الدَّنيئ فعالة ... ولا يدع ذا عقلٍ لرعناء مالها
فإن الذي ترجو من المنال عندها ... سيأتي عليهِ شومها وحيالها
البكر كالبر تصحنها، وتعجنها، وتخبزها، ثم تأكلها، والثيب عجالة كعجالة الراكب تمر وسويق.
ويقال أن المرأة غلٌّ فانظر ماذا تضع في عنقك.
وطلق أبو زياد امرأته حين وجدها لثغاء فخاف أن تجيئه بولد ألثغ، وأشد: [الكامل]
لثغاء تأتي بجليس ألثغٍ ... يميسُ في الموشَّى والمُصبَّغِ
تزوج علي بن الحسين عليهما السلام أم ولد لبعض الأنصار، فلامه عبد الملك على ذلك فكتب إليه، إن الله قد رفع بالإسلام الخسيسة، وأتم النقيصة، وأكرم به من اللوم، فلا عار على مسلم، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تزوج أمته وامرأة عبده، قال عبد الملك بن مروان: علي بن الحسين يشرف من حيث يتضع الناس.
قال الأصمعي: كان أهل المدينة يكرهون اتخاذ أمهات الأولاد، حتى نشأ فيهم علي بن الحسين، والقاسم بن محمد وسالم بن عبد الله فقاموا أهل المدينة فقهاً، وورعاً فرغب الناس في السراري.. ولبعضهم: [البسيط]
لا تشمتن بامرئ في أن يكون له ... أمٌ ن الروم، أو سوداء عجماءْ
فإنَّما أمهات القوم أوعيته ... مستودعات وللأحساب آباءْ
ورب واضحةٍ ليست بمتجبة ... وربما أنجبت للفحل سوداءْ
وقال بعضهم لصديق له، وقد شاوره في التزويج، فقال: افعل وإياك، والجمال الفائق فإنه مرعي، فقال: ما نهيتني إلا عما أطلب، قال سمعت قول القائل: [البسيط]
وإن تُصادف مرعىً ممرعا ... إلا وجدت به آثار مأكول
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، فإنكم إن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفسادٌ كثير".
وقال عليه الصلاة والسلام: "الحسب المال، الكرم التقوى".
وقال له أم حبيبة: يا رسول الله المرأة منا ما يكون لها زوجان في الدنيا فتموت لأيهما تكون في الآخرة؟ فقال: "لأحسنهما خلقاً يا أم حبيبة، ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة".
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا تكرهوا فتياتكم على الرجل القبيح فإنهن يحببن، كما تحبون.