وقال المنصور حدثني أبي قال ابن علي عن أبيه علي بن عبد الله عن أبيه عبد الله بن العباس قال كنت أنا، وأبي العباس بن عبد المطلب جالسين عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ دخل علي بن أبي طالب عليه السلام فسلم فرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم واستبشر به وقام إليه واعتنقه، وقبل بين عينيه، وأجلسه عن يمينه، فقال العباس: يا رسول الله أتحب هذا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عم رسول الله، والله الله أشد حباً له مني، إن الله عز وجل جعل ذرية كل نبي من صلبه، وجعل ذريتي من صلب هذا ".
قالت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ما رأيت أحد أشبه كلماً وحديثاً لرسول الله من فاطمة عليها السلام، وكانت إذا دخلت عليه قام إليها فقبلها، ورحب بها، وأخذ بيدها، فأجلسها في مجلسه، وكان هو إذا دخل إليها قامت إليه وقبلته، وأخذت بيده فأجلسته.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لما قدم عليه جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة، قام إليه النبي صلى الله عليه وسلم وقبل بين عينيه.
وقال أبو سعيد الخدري لما نزل أهل قريظة على حكم سعد بن معاذ أرسل النبي صلى الله عليه وسلم "قوموا إلى سيدكم" يعني الأنصار.
وعن أبي إمامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقوم الرجل لأخيه عن مقعده، إلا بني هاشم فإنها لا تقوم لأحد".
وقال أبو هريرة: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل منزلاً قمنا إليه، حتى يدخل.
قال أبو هشام محمد بن يزيد الرفاعي القاضي، قام وكيع بن الجراح، لسفيان الثوري فأنكر عليه قيامه له، فقال وكيع أتستنكر علي قيامي لك، وأنت حدثتني عن عمرو بن دينا عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من إجلال الله عز وجل إجلال ذي الشيبة المسلم" فأخذ سفيان بيد وكيع فأجلسه إلى جانبه، قال الأعشى: [الخفيف]
أريحي صلتٌ يظل له النا ... س قياماً قيامهم للهلال
وأخذ منه الفرزدق لما قال لسعيد بن العاص:
ترى الغر الجحاجج من قريش ... إذا االأمر بالحدثان عالا
قياماً ينظرون إلى سعيد ... وكأنهم يرون به الهلالا
فقال له مروان: لم ترض أن جلسنا قعوداً ننظر إليه، حتى أقمتنا، قال: وأنك يا أبا عبد الملك منهم.
وقال ابن الجارود: [الكامل]
ما زلت تحسن، ثم تحسن عائداً ... فأعود شاكر نعمة فتعود
فتزيدني نعماً فأشكر جاهداً ... فكذاك نحن تزيدني، وأزيد
وتقوم لي كرماً إذا أبصرتني ... متلقياً والأميون قعود
حضر جماعة من الكبار، وأهل الفضل، بباب ثعلب النحوي، فلما خرج إليهم، قاموا، فأنكر ذلك، فلما جلس أنشدهم: [المتقارب]
فلما بصرنا به مقبلاً ... حللنا الحبا وابتدرنا قياما
فلا تنكرون قيامي له ... فإن الكريم يجل إكراما
آخر: [الوافر]
أتعجب أن أقوم إذا بدا لي ... لأكرمه، وأعظمه هشام
فلا تعجب لإسراعي إليه ... فإن لمثله حق القيام
وللبحتري في عبيد الله بن يحيى: [الكامل]
ومبجل وسط الرجال حقوقهم ... لقيامه وقيامهم ليقعوده
فالله يلكؤه لنا ويحوطه ... ويعزه ويزيد في تأييده
وللبحتري أيضاً: [الكامل]
نفسي فداؤك من عميد رعية ... نجت نجوم العدل في أيامه
ملك تقوم له الملوك إذا بدا ... وتخر للأذقان عند قيامه
قال أبو أمامة خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوكئ على عصا، فقاموا إليه، فقال: "لا تفعلوا، كما يفعل أهل الفرس بعظمائهم".
وقال عبادة بن الصامت: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر: قوموا نستغيث برسول الله من هذا المنافق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يقام إلى أحد، إنما يقام لله عز وجل".
روى معاوية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحب أن يستحكم بخادم قياماً وجبت له النار".
وقال عبد الله بن الزبير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحب أن تمتثل له الرجال قياماً وليتبوأ مقعده في النار".
قال أنس: ما كان أحب شخص إلينا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا إذا رأوه لا يقومون له، لما يعلمون من كراهيته لذلك صلى الله عليه وسلم.