للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وجهلك درايتي , أنا المراد بك أنا لك لا لي , أنت المراد بي أنت لي لا لك , حبيبي أنت نقطة عليها دائرة الوجود فكنت أنت العابد فيها والمعبود , أنت النور أنت الظهور أنت الحسن والزين كالعين للإنسان والإنسان للعين:

أيا روح روح الروح والآية الكبرى ... ويا سلوة الأحزان للكبد الحرّى

ويا منتهى الآمال يا غاية المنى ... حديثك ما أحلاه عندي وما أمرا

ويا كعبة التحقيق يا قبلة الصفا ... ويا عرفان الغيب يا طلعة الغرا

أتيناك أخلفناك في ملك ذاتنا ... تصرف لك الدنيا جميعا مع الأخرى

فلولاك ما كنا ولولاي لم تكن ... فكنت وكنا والحقيقة لا تدرى

فإياك نعني بالمعزة والغنى ... وإياك نعني بالفقير ولا فقرا) (١)

فلينظر الباحث , وليتعمق وهل بقي هناك شيء خفي بعد هذا كله؟

ولكننا لتوثيق ما هو موثق نورد نصوصا أخرى من أكابر القوم الآخرين , وأعاظمهم.

منها ما نقل المتصوفة عن أبي يزيد البسطامي أنه كثيرا ما كان يقول للفقهاء:

(أخذتم علمكم ميتا عن ميت , ونحن أخذنا علمنا عن الحيّ الذي لا يموت) (٢).

وهو الذي يذكرون عنه أنه ذكر معراجه ومكالمته الرب - تعالى الله عما يقولون به علوا كبيرا - فيقول:

(أدخلني في الفلك الأسفل , فدوّرني في الملكوت السفلي , فأراني الأرضين وما تحتها إلى الثرى , ثم أدخلني في الفلك العلوي فطوّف بي في السموات وأراني ما فيها من الجنان إلى العرش.

ثم أوقفني بين يديه فقال لي: سلني أيّ رأيت حتى أهبه لك , فقلت:

يا سيدي ما رأيت شيئا استحسنته فأسألك إياه , فقال: أنت عبدي حقا تعبدني لأجلي صدقا لأفعلن بك) (٣).


(١) الإنسان الكامل لعبد الكريم الجيلي ص ٦٥ , ٦٦ الطبعة الرابعة مصطفى البابي الحلبي ١٤٠٢ هـ.
(٢) الجواهر والدرر للشعراني بهامش الإبريز ص ٢٦٨ , أيضا ذخائر الأعلاق لابن عربي ص ١٥٣.
(٣) قوت القلوب لأبي طالب المكي ج ٢ ص ٧٠ , كذلك محاسن المجالس لابن العريف ص ٧٧ , أيضا غيث المواهب العلية للنفزي الرندي ص ٣٠٥.

<<  <   >  >>