المدرى القرن والجمع المدارى، والثناية حبل يروى على الحمل، ويقال للرجل إذا أصابه جهد وعطش عصبت طلاوة بفيه وهو أن يخثر الريق حتق يتلطخ به الشفتان والاسنان، وفي الفم الحنك وهو سقف أعلى الفم حيث يحنك البيطار من الدابة، والمحارة أعلى الحنك المستدير، ويقال له النطع محرك، واللحم الذي في أسفله تسميه العرب الحفاف يقول الرجل يبس حفافي من العطش، وفيه اللهاة وهي اللحمة الحمراء المعلقة في أعلى الحنك على عكرة اللسان، واللغاديد كالزوائد من لحم يكون في باطن الاذنين من داخل وواحد اللغاديد لغدود، ومن العرب من يقول هي ألغاد والواحد لغد، قال هميان بن قحافة:
ترى اللغاديد به حوابجا ... نصفين نصفا خارجا ووالجا
واللغانين هي الوترات اللواتي عند باطن الاذنين إذا استقاء الرجل تمددن والواحد لغنون، والنغانغ كالزوائد في بطون الاذنين وهي اللغاديد واحدها نغنغ، قال رؤبة:
فهي ترى الاعلاق ذات النغنغ
[ثم اللسان]
وفيه عذبته وهي طرفه تقول العرب إذا نعتت خفة اللسان ما أرق عذبة لسانه، وفيه العكدة والعكرة وهما أصل اللسان ومعظمه، وفيه الصردان وهما عرقان يستبطنان اللسان، قال الشاعر وهو النابغة الذبياني:
وأي الناس أعذر من شآم ... له صردان منطلق اللسان
وفي اللسان الحكلة مخففة وهي كالعجمة تكون فيه لا يبين صاحبها الكلام، قال رؤبة:
لو أنني أوتيت علم الحكل ... علم سليمان كلام النمل
وفي اللسان الفأفأة وهو أن يردد صاحبها في الفم الفاء يقال رجل فأفاء وامرأة فأفاء?ة فاعلم ممدودان، وفيه اللقلقة وهي ثقل في اللسان وغلظه في الفم إن فيه لقلقة شديدة، ويقال في لسانه تمتمة وهي تردد التاء يقال رجل تمتام وامرأة تمتامة، قال ربيعة الرقي:
فلا يحسب التمتام أني هجوته ... ولكنني فضلت أهل المكارم
[ثم الغلصمة]
وهي العجرة التي على ملتقى اللهاة والمرئ إذا ازدرد الآكل اللقمة فزلت عن اللحق دخلت فم الغلصمة، والحنجرة رأس الغلصمة حيث ينحدر منه الطعام، قال عقيل بن عبد الله الهجيمي أو غيره:
يقذفن في الاعناق والغلاصم ... قذف الجلاميد بكف الراجم
[ثم الحلقوم]
وهو موضع النفس، والشعب التي تشعب منه فتفرق في الرئة يقال لها القصب، والرئة يقال لها السحر يقال انتفخ سحره إذا فرق، والمرئ هو مجرى الطعام والشراب، قال ولم أسمع سحر مضموما، قال أبو عبيدة يقال سحر وسحر.
[ثم العنق]
ويقال العنق بضمتين، وهو العنق، والجيد، والهادي، والتليل، والرقبة، والكرد يقال اضرب كرده، قال الاصمعي الكردفارسي كأنه من قولهم كردن، قال الشاعر:
واضرب بحد السيف عظم كرده
قال الاصمعي الجيد اسم يقع على طول العنق يقال رجل أجيد وامرأة جيداء، وما أقبل من العنق فهو الحلم، وموصل العنق في الرأس يقال له الفهقة وهي أول فقرة تلي الرأس من العنق قال القلاخ بن حزن:
لا ذنب للبائس إلا في الورق ... وتضرب الفهقة حتى تندلق
وفي العنق الدأي وهو فقار العنق والواحد دأية وتجمع الدئي والدئي أيضا، قال الراجز وهو حميد الارقط:
قد عض منها الظلف الدئيا ... عض الثقاف الخرص الخطيا
الدأي أيضا ضلوع الصدر ملتقاه وملتقى الجنب، قال أبو ذؤيب:
كأن عليها بالة لطمية ... لها من خلال الدأيتين أريج
والأرج توهج ريح طيبة أو شمس أو نار، والقصرة أصل العنق ومغرزها في الكاهل، وفيه النخاع وهو الخيط الابيض الذي يجري في الفقار حتى يسقي الدماغ، ويقال للدابة والانسان إذا قطع ذلك منه قد نخع، وفي العنق الاخدعان وهما عرقان في موضع الحجامة وربما اعتراه الوجع عند الكبر، ويقال للرجل إذا امتنع وأبى إنه لشديد الاخدع، وإذا لان واسترخى قيل قد لان أخدعه، قال الشاعر وهو رؤبة بن العجاج:
ضرج من أعطافها النوابعا ... في هاجرات تحلب الاخادعا
وفيه الوريدان وهما عرقان، قال سويد بن خذاق:
صغي وابن أمي والمواسي ... إذا ما النفس شارفت الوريدا
وفيه الودجان وهما العرقان اللذان يقطعهما الذابح والواحد ودج، ويقال فلان ودج لفلان إلى حاجته أي هو سبيله وسببه إليها، قال الشاعر وهو رؤبة بن العجاج:
ودملجي حسن الدملاج ... مجدول عنقي وبدت أوداجي