للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أردت أن أسري خلفه، وأمتري خلفه، وإن لم أكن خلفه، فنظمت على ما زعمت، ودخلت في هذه الحلبة بسكيتي وزحمت، وبالله المستعان:

تغيبت يا بدري فطالت دياجري ... ولم أرج أنصاري وأنت مهاجري

وما تنفع الأنصار ... إذا زاغت الأبصار

وبان الغمام

يبكي المستهام ... وانجر الحمام

إلى نوح بالأطواق

خلائقك الحسنى: ... فتنت بها الورى

ومقلتك الوسنى: ... سبت عيني الكرى

ومبسمك الأسنى: ... تنضد جوهرا

وجفنك يحمي الريق منك بباتر ... فيا باردا قد راح يحمى بفاتر

ولو كانت الأزهار ... وقد رقت الأسحار

تروي عن سناك

وتحكي شذاك ... لكانت هناك

حدائقها الأحداق

حبيبي قد أضحى: ... هواك منيتي

ولي كبد قرحى: ... لعظم بليتي

وجاء الذي يلحى: ... تمام مصيبتي

فان قلت إني في الهوى غير جائر ... فما ضر لو أصبحت بالوصل جابري

وإلا فكم من جار ... على ذي غرام جار

وما يقتصر

ولا يختصر ... حتى ينتصر

على الصب بالأشواق

يقرر في هجري: ... دليل دلاله

ويمنع مع فقري: ... جميل جماله

وينكر مع ضري: ... وصول وصاله

ويقدم في سفك الدما غير قاصر ... بقسوة فتاك اللواحظ قاسر

وقد أصبح الخطار ... إذا ماس في أخطار

يشكو ما دهي

إلى ملده ... ومن قده

يشكو الغصن بالأوراق

له مبسم ألمى: ... حلا وهو بارد

به اتسقت نظما: ... لآل فرائد

إلى رشفه نظما: ... وما ثم وارد

وقد دار في خد من الورد ناضر ... له عارض قد راق في كل ناظر

له خبر قد طار ... وقد ملا الأقطار

فما ينكر

لما يشكر ... ولا يذكر

إلا فاق في الآفاق

تجنى وما أبقى: ... وسر معاندي

ورق لما ألقى: ... من السقم عائدي

وجفناه قد شقا: ... حبالة صائد

وهل يلتقي صب نوافث ساحر ... بقلب سليب فاقد الصبر خاسر

ومن ذا الذي قد ثار ... وحاول أخذ الثار

من سهم مرق

بطرف رمق ... وسحر الحدق

لوا نصره خفاق

[-١٠-]

ومن ذلك موشحة لابن زهر، رحمه الله تعالى:

بأبي من رابها نظري ... فبدا في وجهها الخجل

أمهاةٌ تلك أم بشر

للورى في حسنها عبر

غصن بان فوقه قمر

ورحيق جال في درر ... أين منه

ويحك القبل

بدر تم غاب في الكلل

فنأى عني ولم يزل

وحياة الأعين النجل

ما يطيق البين من ضرر ... فوق ما ناءت به الكلل

يا غزالاً راعه شرك

هل لقلبي عنك مترك

أو على عينيك لي درك

في سنان الغنج والحور ... ما جناه الكحل والكحل

بت بين الدمع والسهد

واضعا كفي على كبدي

ويدي الأخرى تشد يدي

وتراءى الموت في صور ... غير أن لم يبلغ الأجل

أين مني الصبر والجلد

ضقت ذرعا بالذي أجد

الهوى والبث والكمد

من أراد أن يدري ايش خبري ... عشق هو أي قلب يحتملو

[-١١-]

أردت أن أقفو خطاه قفوا، وأجيء بما جاء به عفوا، واجعل منهله من الرقة صفوا، وان كان باعي عنه قاصرا، وداعي إتباعه لا يجد له ناصر، فقلت، وبالله الإعانة:

بت من وجدي على خطر ... بي جراح ليس تندمل

كان لي صبر به أثق

وبه في الوجد أرتفق

فثنته عني الحدق

وإذا ما خان مصطبري ... فعلى من بعد أتكل

يا عذولا قد بليت به

ضل قلبي في تقلبه

فهو راض عن معذبه

يبتلى بالحزن والفكر ... وبنار الشوق يشتعل

لي حبيب ظل عاشقه

في عذاب لا يفارقه

بمحيا جل خالقه

أشبه الأشياء بالقمر ... في سماه الحسن ينتقل

كجني الورد وجنته

وجلي البدر طلعته

وشهي الراح ريقته

طرفه يزدان بالحور ... وبميل السحر يكتحل

ليس قصدي غير رؤيته

وعذابي في محبته

وثباتي عند جفوته

<<  <   >  >>