هو تفعل من انقضضت والاصل تقضض فرده إلى الياء كما قالوا سرية وأصله من تسررت ومن السرور فأبدلوا إحدى الراء?ات ياء، أبو عبيدة التصدية التصفيق والصوت وفعلت منه صددت أصد، ومنه قوله عز وجل (إذا قومك منه يصدون) ، أي يعجون فحول إحدى الدالين ياء في التصدية، وقال القناني يقال قصيت أظفاري في معنى قصصتها، وحكى ابن الاعرابي خرجنا نتلعى وقد تلعيت من اللعاعة، وكان الاصل تلععت، وأنشد:
تزور امرء?اأما الاله فيتقي ... وأما بفعل الصالحين فيأتمي
أراد فيأتم من قولك ائتممت بفلان أي اتخذته إماما، أبوعبيدة يقال كععت تكع تقديرها تقر ويقال كعت أكيع، قال الفراء ومما قلب تشديده إلى الياء حكى الكسائي عن العرب جاء ساتا وجاء ساتيا يريد سادسا فلما ثقلت تشديده بدلت بالياء وكانت خلفا من التاء وأخرجت الدال لانها من الاصل، ومن قال ساتا فعلى لفظ ستة وستين ومن قال سادسا فعلى الاصل، قالوا جاء سادسهم وساتهم وساديهم وساديتهن للمرأة، قال وزعم الكسائي أنه سمع أعرابيا يقول فكانت آخر ناقة نحرها والدي أو جدي سادية ستين، قال وأنشدني بعض العرب لامرأة من بني الحارث ابن كعب:
يا لهف نفسي لهفا غير ما كذب ... على فوارس بالبيداء أنجاد
كعب وعمرو وعبد الله بينهما ... وابناهما خمسة والحارث السادي
وقال الآخر:
إذا ما عد أربعة فسال ... فزوجك خامس وحموك سادي
وقال رجل منهم في امرأة كانت له تقارعه ويقارعها أيهما يموت قبل وكان تزوج نساء قبلها فمتن وتزوجت هي أزواجا قبله فماتوا فقال:
ومن قبلها أهلكت بالشوم أربعا ... وخامسة أعتدها من نسائيا
بويزل أعوام أذاعت بخمسة ... وتعتد لي إن لم يق الله ساديا
قال وأنشدني القاسم بن معن للحادرة:
خلا ثلاث سنين منذ حل بها ... وعام حلت وهذا التابع الخامي
يريد الخامس، وهو الترخيم وإن لم يكن هاهنا دعاء كما قالوا بين حاذ وقاذ يريدون بين حاذف وقاذف، ويقال أمللت الكتاب وأمليته، ويقال أما عبد الله فمحس وأما عبد الله فمحس، ويقال ذمه يذمه وذأمه يذأمه وذامه يذيمه، ومما يشبه هذا الباب قولهم جل من بلده يجل جلولا وجلاه يجلوه جلاء، وقد استعمل فلان على الجالية وعلى الجالة، ويقال دوية وداوية، أبوعبيدة يقال بئر طامة وطامية للكثيرة الماء، وكذلك يقال في كل بحر ونهر إذا فاض طم وطما، الأصمعي يقال طمى يطمي طميا وطما يطموا طموا.
[باب ما تزاد فيه الميم آخرا]
قال الأصمعي العرب تزيد الميم في أشياء، وقالوا رجل فسحم إذا كان واسع الصدر، وهو من الانفساح، ورجل زرقم إذا كان أزرق، وستهم إذا كان عظيم الاست أي أسته، ويقال شدقم إذاكان واسع الشدق، قال وجلهمة نرى أنه من جلهة الوادي، وجلهته ما استقبلك منه، قال ويقال ناب دلقم وهي المسنة التي قد انكسرت أسنانها من الكبر، وهو من الاندلاق والاندلاق الاسترخاء، يقال اندلق السيف إذا جرى من غمده، ويقال غارة دلق، وسيف دالق إذا كان يخرج من غمده وكذلك دلوق، ويقال اندلق بطنه إذا خرج وعظم، ويقال طعنه فاندلقت أقتاب بطنه إذا خرجت أمعاؤه، ويقال نقاة ضرزم إذا كانت قليلة اللبن، قال ونرى أنه من قولهم رجل ضرز إذا كان بخيلا، قال وكرشم اسم رجل يصلح أن يكون من الكرش والميم زائدة.
[باب ما تزاد فيه النون]
قال الأصمعي زادت العرب النون في أربعة أحرف من الاسماء وقالوا رعشن للذي يرتعش، وللضيف ضيفن، وقال غير الأصمعي الضيفن الذي يحضر مع الضيف ليأكل ما يقرى الضيف، قال الشاعر:
إذا جاء ضيف جاء للضيف ضيفن ... فأودى بما تقرى الضيوف الضيافن
ثريد كأن السمن في حجراته ... نجوم الثريا أو عيون الضياون
الضيون السنور. قال الشاعر:
يدب بالليل لجاراته ... كضيون دب إلى قرنب
القرنب الفأرة، وامرأة خلبن وهي الخرقاء وليس هو من الخلابة، وناقة علجن وهي لغليظة الجسرة المستعجلة الخلق، وأنشد لرؤبة:
وخلطت كل دلاث علجن ... تخليط خرقاء اليدين خلبن
وقال أبوزيد الدلاث التي تركب رأسها في السير، يقال فيها اندلاث إذا كان كذلك، أبوزيد يقال امرأة سمعنه نظرنة وهي التي إذا تسمعت أو تبصرت فلم تر شيئا تظنته تظننا، وقال غير أبي زيد سمعته نظرنه، وأنشد في ذلك: