فَقَالَ على بن جبلة يَا أَبَا جَعْفَر: امْرُؤ الْقَيْس قَالَ: -
(رب رام من بني ثعل ... مخرج كفيه من ستره)
(فَهُوَ لَا يسوى رميته ... مَاله لَا عد من نفره)
وَقلت أَنا: -
(وَدم أهدرت من رشاء ... لم يرد عقل على هدره)
(ظلّ يدمى لَهُ مرشفه ... ويفديني على نفره)
قَالَ عبد اللَّهِ بن عَمْرو: حَدثنِي مُحَمَّد بن عَليّ. قَالَ: حَدثنِي مُحَمَّد بن عبد اللَّهِ بن الْحُسَيْن أَبُو طَالب الْجَعْفَرِي. قَالَ: رَأَيْت جمَاعَة فِي أَيَّام الْمَأْمُون يقتتلون على أَخذ كتاب عبد اللَّهِ بن عَبَّاس بن الْحسن إِلَى أبي دلف فَقَالَ إِن هَذَا رجل عَلَيْهِ نذر من مَاله بسببنا وَنحن أولى من صانه وَلَكِن هَذَا كتاب أكتبه فِي كل سنة إِلَيْهِ وأبيض اسْم صَاحبه وَتَقَع الْقرعَة لمن خرج اسْمه فَهُوَ لَهُ. فَذكر لي بعض أَصْحَابنَا أَن أبادلف لما بلغه ذَلِك جعل لَهُ فِي كل سنة مائَة ألف دِرْهَم يُوَجه بهَا إِلَيْهِ ليقسمها على من يرَاهُ مِمَّن يهم بزيارته، وَمِائَة ألف لَهُ يصله بهَا. قَالَ: وَكَانَ سَبَب مَا ضمنه أَبُو دلف لعباس ابْن حسن أَن إِسْحَاق الْموصِلِي قَالَ: حَدثنِي أَبُو دلف. قَالَ دخلت على الرشيد فَقَالَ لي: كَيفَ أَرْضك.؟ قَالَ قلت: خراب يباب قد أَخذ بهَا الأكراد والأعراب قَالَ: فَقَالَ لَهُ: قَائِل هَذَا آفَة الْجَبَل يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فرأيتها قد أثرت فِيهِ. فَقلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ: إِن كَانَ صدقك فَإِنِّي صَاحب صَلَاح الْجَبَل. قَالَ: فَقَالَ لي وَكَيف ذَلِك؟ فَقلت: أكون سَببا لفساده كَمَا زعم وَأَنت على، وَلَا أكون سَببا لصلاحه وَأَنت معي. فَلَمَّا خرجت قَالَ لَهُ شيخ إِلَى جَانِبه يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ: إِن همته لترمى بِهِ بَين وراشينه مرمى بَعيدا. فَسَأَلت عَن الشَّيْخ فَقيل لي الْعَبَّاس بن الْحسن الْعلوِي قَالَ: فَلَقِيته شاكرا وَقلت: لله على أَن لَا تكْتب إِلَى فِي أحد إِلَّا أغنيته. قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّد بن أَحْمد بن رزين: حَدثنِي الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي سَلمَة وَكَانَ أَخا لأبي دلف.