للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بَوْل. قَالَ: فصعر وَجهه ثمَّ قَالَ: نَحن فِي سوادنا أزهد من هَؤُلَاءِ فِي صوفهم ثمَّ مضى وَلم يلقه وَلَا عرض لَهُ.

حَدثنِي عبد اللَّهِ بن عَمْرو: قَالَ: حَدثنِي عبد اللَّهِ بن الْحَارِث بن الْحَارِث بن ملك ابْن رزين المرزوي الْعَدْوى التَّمِيمِي. قَالَ: أَخْبرنِي عَبْدَانِ بن كيلة بن عبد اللَّهِ بن عُثْمَان ابْن جبلة بن أبي رواد قَالَ: سَأَلَني عبد اللَّهِ بن طَاهِر عَن موت عبد اللَّهِ بن الْمُبَارك فَقلت لَهُ سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَة. فَقَالَ عبد اللَّهِ بن طَاهِر: مولدنا.

وَقَالَ حَدثنِي هَارُون بن عبد اللَّهِ بن مَيْمُون الْخُزَاعِيّ. قَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد بن أبي شيخ من أهل الرقة. قَالَ: حَدثنِي أَحْمد بن يزِيد بن أَسد السّلمِيّ قَالَ: كنت مَعَ طَاهِر بن الْحُسَيْن بالرقة وَأَنا أحد قواده، وَكَانَت لى بِهِ خاصية أَجْلِس عَن يَمِينه فَخرج علينا يَوْمًا رَاكِبًا ومشينا بَين يَدَيْهِ وَهُوَ يتَمَثَّل: -

(عَلَيْكُم بداري فأهدموها فَإِنَّهَا ... تراث كريم لَا يخَاف العواقبا)

(إِذا هم ألْقى بَين عَيْنَيْهِ عزمه ... وَأعْرض عَن ذكر العواقب جانبا)

(سأدحض عني العاربا بِالسَّيْفِ جالبا ... على قَضَاء اللَّهِ مَا كَانَ جالبا)

فدار حول الرافقة ثمَّ رَجَعَ فَجَلَسَ فِي مَجْلِسه ثمَّ نظر فِي قصَص ورقاع فَوَقع فِيهَا صلات أحصيت ألف ألف وَسبع مائَة ألف فَلَمَّا فرغ نظر إِلَى مستطعما للْكَلَام فَقلت أصلح اللَّهِ الْأَمِير: مَا رَأَيْت أنبل من هَذَا الْمجْلس وَلَا أحسن فدعوت لَهُ ثمَّ قلت: لكنه سرف. فَقَالَ: السَّرف من الشّرف. فَأَرَدْت الْآيَة الَّتِي فِيهَا: {إِذا أَنْفقُوا لم يُسْرِفُوا} فَجئْت بِالْأُخْرَى: {إِن اللَّهِ لَا يحب المسرفين} فَقَالَ طَاهِر: صدق اللَّهِ وَمَا قُلْنَا كَمَا قُلْنَا، ثمَّ مَا ضرب الدَّهْر حَتَّى اجْتَمَعنَا مَعَ ابْنه عبد اللَّهِ ابْن طَاهِر فِي ذَلِك الْقصر بِعَيْنِه فَخرج علينا رَاكِبًا وَهُوَ يتَمَثَّل: -

<<  <   >  >>